نعى المجتمع المدني المغربي، اليوم الأربعاء، رحيل الدكتورة رشيدة المقرئ الإدريسي، من أبرز رموز مكافحة الإدمان في البلاد، والتي رحلت بعد مسيرة طويلة حُفرت فيها بصمات العمل المجتمعي والإنساني. كانت الراحلة مثالاً في التضحية والعطاء، إذ كرّست جهودها لمعالجة آفة المخدرات والتدخين، خصوصاً بين فئات الشباب.
من خلال الجمعية التي أسستها في القنيطرة “جمعية احتضان لمكافحة التدخين والمخدرات”برزت الريادة في التصدي لهذه الظواهر. وعلى امتداد سنوات، أطلقت مبادرات علمية وتربوية عدة مثل “قافلة نقاء”، التي قامت بالتوعية داخل الوسط المدرسي بشراكة مع وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان والبرلمان. كما نظّمت نشاطات رمضانية توعوية مبتكرة كـ”قفة الإقلاع” و”فسحة الإقلاع”، و”سنحيا كرامًا”، التي استفاد منها عشرات الشباب واختتمت تشمل برامج تأهيلية ابتكرتها».
ولم تقتصر جهودها على القنيطرة فقط؛ بل زادت مختلف الحملات إشعاعًا عبر الحواضر الوطنية، حيث سعت إلى تعميم التجربة ضمن الإطار الوطني للطلّاب. كما شغلت منصب “رئيسة الائتلاف الوطني لمكافحة المخدرات”، الذي جمع جمعيات وطنية في شبكة مدنية فاعلة مؤسَّسة على مقاربة تشاركية فاعلة.
تميزت الراحلة بنهجها الصادق ومواقفها الثابتة، كما كان تعاونها الإنساني جليًا مع الطيف الواسع من الجمعيات والهيآت، دون حصار تنظيمي أو جغرافي، بما في ذلك دعم القضية الفلسطينية في معترك العمل الحقوقي.
وقد أكدت تقارير إعلامية أنّ صلاة الجنازة أقيمت بمسجد بدر في حي بئر الرامي بالقنيطرة، ووريَ جثمانها الثرى في ذات اليوم، وسط حضور جماهيري من المجتمع المدني والأطر الحقوقية.
رحم الله رشيدة المقرئ الإدريسي وأسكنها فسيح جناته، وجعلها في عليين مع الصالحين، وألهم ذويها جميل الصبر والسلوان.
