في مشهد إنساني قوي، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد، يوم الثلاثاء، المستشار الأميركي مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس السابق دونالد ترامب، وخصص جزءاً كبيراً من اللقاء لعرض صور مروعة لضحايا المجاعة والحصار في قطاع غزة، في رسالة سياسية وأخلاقية إلى الولايات المتحدة والعالم.
اللقاء الذي جرى في قصر قرطاج بالعاصمة تونس، حمل طابعاً غير مألوف، حيث وقف الرئيس التونسي أمام ضيفه الأميركي ليعرض عليه صور أطفال فلسطينيين يعانون الجوع والحرمان في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر.
وفي واحدة من الصور، ظهر طفل يبكي بينما يتناول الرمل من طبق فارغ، ما دفع سعيّد للقول بنبرة مؤثرة: “طفل يبكي يأكل الرمل… في القرن الحادي والعشرين، لم يجد ما يأكله والرمل بين يديه”. ثم استعرض صورة أخرى لطفل آخر بارز العظام، متأثراً بسوء التغذية، مؤكداً أن “هذه جريمة ضد الإنسانية كلها”.
الرئيس التونسي شدد على أن هذه المشاهد ليست استثناء، بل نماذج من معاناة يومية يعيشها الفلسطينيون، قائلاً: “هذه صور كثيرة ودعوات كثيرة… المجتمع الإنساني تجاوز المجتمع الدولي الذي بدأ يتهاوى”. وأضاف متسائلاً: “هل هذه هي الشرعية الدولية؟ الشرعية التي تتهاوى يوماً بعد يوم، ليس لها أي معنى حينما ننظر إلى هذه المآسي”.
وفي صورة أخرى، ظهر فلسطينيون وهم يحملون جثامين رضع قتلى، ليعلق سعيّد: “ما ذنبهم؟ وما ذنب الشعب الفلسطيني في حقه أن يقرر مصيره بنفسه؟”، مؤكداً أن ما يحدث اليوم تجاوز حدود السياسة، ليمس جوهر القيم الإنسانية.
رسالة قيس سعيّد حملت أبعاداً تتجاوز الإدانة السياسية، لتشكل موقفاً أخلاقياً مباشراً أمام ممثل سياسي أميركي بارز، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، الذي يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر.