تحتفل المملكة المغربية يوم 14 أغسطس من كل عام بذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب، تلك المناسبة التي تتيح استحضار الإنجازات التنموية التي شهدتها جهة الداخلة-وادي الذهب، جنوب المملكة، والتي تشهد تنمية حضرية متسارعة ومشاريع بنية تحتية متطورة، وفق أعلى معايير الجودة والسلامة.

يرأس مجلس جهة الداخلة-وادي الذهب السيد الخطاط ينجا، الذي يشرف على تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية الكبرى التي تهدف إلى تعزيز جاذبية الجهة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتحسين جودة الحياة لسكانها، مع اعتماد رؤية تنموية مستدامة تراعي التطور العمراني والبيئي.

مشاريع حضرية بنية تحتية متطورة

في قلب مدينة الداخلة، انطلقت أشغال تهيئة شارع الولاء، الشريان الحيوي للمدينة، بنسبة إنجاز تفوق 15%، بميزانية تصل إلى 282 مليون درهم. كما شهدت أعمال الإنارة العمومية تقدمًا بنسبة 10%، بميزانية تقدر بـ69 مليون درهم، بينما يتوقع أن تطرح طلبات عروض خاصة بالمساحات الخضراء خلال الأشهر القادمة، لتثري من المشهد الحضري بعناصر طبيعية جمالية.

ويُسجل تقدّم ملموس في تطوير شبكات الصرف الصحي التي تجاوزت نسبة إنجازها 65% بتكلفة تبلغ 112 مليون درهم، وشبكة مياه الشرب التي بلغت 60% من الإنجاز بميزانية 72 مليون درهم. أما شبكة المياه المعالجة لسقي المساحات الخضراء فقد وصلت إلى 80%، مما سيساهم في إحداث فضاءات خضراء جديدة. كما أنجزت مشاريع جمع النفايات والأنقاض نسبة 95%، ما ساعد في تحسين البيئة الحضرية للمدينة.

تطوير كورنيش الداخلة والطريق المدارية

يشمل مشروع تهيئة كورنيش الداخلة وشارع محمد الخامس تأهيل الفضاءات العامة، تطوير ممرات المشاة، وتحسين الإنارة والتشجير، بهدف تحويل الكورنيش إلى واجهة سياحية وتنموية متكاملة تعزز من جاذبية المدينة للزوار والمستثمرين.

كما تم اختيار شركة لتنفيذ الطريق المدارية لتاورطة بطول 4 كيلومترات ومدة تنفيذ محددة بخمسة أشهر، عبر طلب عروض مفتوح، ويهدف المشروع إلى تحسين حركة السير، تقليص زمن التنقل، وتسهيل الوصول إلى المرافق الحيوية، ما يُعتبر خطوة استراتيجية لإنشاء قطب حضري جديد يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويوفر فرص عمل محلية.

مشاريع اجتماعية وصحية مبتكرة

ضمن المشاريع الاجتماعية، تُقام مراكز متخصصة مثل مركز لرعاية مرضى التوحد، ومركز حديث لتصفية الكلى وفق معايير تقنية وصحية عالية، إلى جانب إعداد دراسات لمشاريع اجتماعية إضافية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الاجتماعية والخدمات الأساسية.

التزام الدولة برؤية ملكية لتنمية متكاملة

تعكس هذه المشاريع الطموحة التزام الدولة بقيادة الملك محمد السادس بتحقيق نهضة عمرانية حديثة، تجعل من الداخلة وجهة استثمارية وسياحية متميزة، مع تحسين جودة حياة السكان. ويعتمد هذا المسار التنموي على تنسيق فاعل بين القطاعات الوزارية، السلطات المحلية، المجالس المنتخبة، والقطاع الخاص، مما يرسخ نموذجاً ناجحاً للتنمية التشاركية.

أثر ملموس على أرض الواقع

يشهد سكان الداخلة وزوارها الأثر الإيجابي لهذه المشاريع التنموية في تحسين البنية التحتية، توفير الخدمات، وتعزيز جاذبية الجهة كوجهة حضرية حديثة مزدهرة، ما يؤكد أن جهة الداخلة-وادي الذهب في طريقها إلى مستقبل واعد يعتمد على الاستثمار المستدام والتطوير المستمر.