شهد شاطئ سيدي رحال غرب الدار البيضاء حادثًا مأساويًا بعد أن دهست سيارة رباعية الدفع طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات تُدعى “غيثة”، أثناء استجمامها رفقة والدها يوم الأحد الماضي. وقع الحادث في منطقة يمنع فيها دخول المركبات، وهو ما أثار استياءً كبيراً لدى المصطافين والرواد الذين عبّروا عن صدمتهم من ضعف الرقابة والتسيب في تنظيم ولوج الشواطئ.
فور وقوع الحادث، تم نقل الطفلة على وجه السرعة إلى مصحة خاصة، حيث لا تزال ترقد في قسم العناية المركزة إثر إصابة خطيرة على مستوى الرأس. النيابة العامة أمرت باعتقال السائق المشتبه به ووضعه رهن الحبس الاحتياطي، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية الجارية لتحديد المسؤوليات ومعرفة ظروف وملابسات الحادث الأليم.
انتشرت صور الطفلة غيثة وقصتها بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتصدّر وسم “أنقذوا غيثة” مواقع مثل فيسبوك وتويتر، حيث عبّر مئات النشطاء عن تضامنهم مع العائلة، مطالبين بإجراءات صارمة لحماية الأطفال والمصطافين. ودعت تعليقات عديدة إلى محاسبة الجهات المسؤولة عن الفوضى التي تشهدها بعض الشواطئ خلال موسم الصيف، وتفعيل القوانين المتعلقة بمنع العربات من ولوج الشواطئ.
يشير حقوقيون ومراقبون إلى وجود خلل قانوني وإداري في تنظيم الشواطئ المغربية، خاصة خلال موسم الصيف، حيث تُسجّل عدة حوادث بسبب الدراجات والسيارات التي تجوب أماكن الاستجمام دون رقيب. وفي تصريحات لبعض النشطاء المحليين، تم التأكيد على أن غياب الحواجز الأمنية عند مداخل الشواطئ، وعدم وجود لوحات تحذيرية، يسهم في تكرار مثل هذه الحوادث.
في ظل تصاعد الغضب الشعبي، ارتفعت الأصوات المطالبة بإعادة هيكلة منظومة السلامة في الشواطئ، وتشديد العقوبات على كل من يخرق القوانين المنظمة لولوج الأماكن العامة. كما دعت جمعيات مدنية إلى إطلاق حملات توعية وتحسيس لفائدة المصطافين، إلى جانب توفير دوريات أمنية لضمان سلامة المواطنين، خصوصًا الأطفال. الحادث الأليم للطفلة غيثة يُعيد إلى الواجهة إشكالية السلامة في الفضاءات العامة، وضرورة تدخل عاجل لحماية أرواح الأبرياء.
يبقى حادث دهس الطفلة غيثة جرس إنذار جديد حول هشاشة تدبير السلامة في الشواطئ المغربية. وبين تعاطف واسع وغضب متزايد، تتجه الأنظار الآن إلى مخرجات التحقيقات الرسمية، وإلى مدى استعداد السلطات لوضع حد للتسيب حفاظًا على أمن المصطافين، خاصة الأطفال.