في دراسة علمية نُشرت حديثًا بالمجلة الدولية Acta Biomedica، سلط فريق بحث مغربي الضوء على العادات والسلوكيات الغذائية لطلبة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، كاشفًا عن ملامح التغذية الجامعية في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تحيط بالحياة الطلابية.
الدراسة التي امتدت من يناير 2021 إلى يناير 2024، شملت عينة مكونة من 1,036 طالبًا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، وجاءت بمساهمة باحثين من جامعة ابن طفيل والمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بكل من القنيطرة وتازة.
فروقات بين الجنسين وتحديات اقتصادية
كشفت نتائج الدراسة عن انتظام أكبر في تناول الوجبات لدى الطالبات مقارنة بالطلبة الذكور، إضافة إلى حرص أكبر على استهلاك الخضر والفواكه، ما يعكس وعيًا صحيًا أعلى لدى الإناث. كما تبين أن الطلبة الذين يقومون بإعداد وجباتهم بأنفسهم يتبعون نظامًا غذائيًا أكثر توازنًا وتنوعًا.
من جهة أخرى، أبرزت الدراسة دور العوامل الاقتصادية كعائق رئيسي، حيث أشار العديد من الطلبة إلى صعوبة توفير الأغذية الصحية بسبب ارتفاع تكلفتها، ما يؤثر سلبًا على قدرتهم على تبني نظام غذائي سليم.
أهمية الأطباق التقليدية ودور السكن الجامعي
أظهرت الدراسة أيضًا أن تناول الأطباق المغربية التقليدية مثل الكسكس والطاجين يساهم في تحسين جودة التغذية، بفضل احتوائها على مكونات طبيعية غنية كالخضر والبقوليات. كما شددت على ضرورة النظر إلى نمط العيش المستقل في السكن الجامعي كعامل مؤثر في سلوكيات الأكل لدى الطلبة.
توصيات لإصلاح السياسات الغذائية الجامعية
أوصى الباحثون بضرورة تعزيز ثقافة الاعتماد الذاتي في إعداد الطعام، وتكثيف برامج التثقيف الغذائي في المؤسسات الجامعية، إلى جانب دعوة الجهات المسؤولة إلى توفير أغذية صحية بأسعار مناسبة للطلبة.
مساهمة علمية مغربية في دعم الصحة الجامعية
تمثل هذه الدراسة إضافة نوعية في مجال الطب الوقائي الجامعي بالمغرب، وتفتح المجال أمام تطوير سياسات غذائية وصحية تستجيب لحاجيات الطلبة، وتعزز الاستثمار في فئة الشباب باعتبارها ركيزة رئيسية في التنمية البشرية.