كشفت دراسة طبية حديثة نُشرت في مجلة Science Translational Medicine أن اضطرابًا هرمونيًا يُعرف باسم فرط الألدوستيرونية الأولي، غالبًا ما يصيب مرضى ارتفاع ضغط الدم دون أن يتم تشخيصه بالشكل المناسب. وحذّرت الدراسة من أن التأخر في كشف هذا الخلل قد يؤدي إلى سكتات دماغية، فشل قلبي، واضطرابات في النبض، وهي مضاعفات مهددة للحياة إذا لم تُعالج مبكرًا.
الدراسة، التي أشرفت عليها الطبيبة غايل أدلر، شددت على أن هذا الخلل الهرموني يمكن اكتشافه عبر تحليل دم بسيط، وهو ما قد يُحدث تحولًا في علاج الملايين من المصابين بضغط الدم المرتفع. وأكدت أدلر أن الكشف المبكر يمكن أن يمنع تدهور الحالة الصحية، ويجنب المريض اللجوء إلى تدخلات مكلفة أو متأخرة.
الدراسة أشارت إلى أن معظم الأطباء لا يطلبون الفحص الهرموني إلا في مراحل متأخرة من المرض، أو بعد فشل الأدوية التقليدية، مما يؤدي إلى تشخيص ناقص أو متأخر وأظهرت بيانات حديثة أن ما يصل إلى 20% من حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد** ناتجة عن خلل في هرمون الألدوستيرون، لكن أقل من 2% يتم تشخيصهم فعليًا .
الدراسة أوصت بأن يتم إدراج الفحص الهرموني كإجراء روتيني لكل مريض يُشخّص بارتفاع ضغط الدم، خصوصًا الفئات التي لا تستجيب للعلاج التقليدي. كما شدّدت على أهمية اتباع نمط غذائي منخفض الصوديوم، وإنقاص الوزن، وممارسة الرياضة. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى أدوية خاصة أو تدخل جراحي لمعالجة الخلل.
الدراسة خلصت إلى أن التوعية حول هذا الاضطراب لا تزال ضعيفة، رغم تأثيره الواسع. وأكدت أن إدماج الفحوصات المبكرة في البروتوكولات العلاجية يمكن أن ينقذ الأرواح، ويقلل من أعباء الرعاية الصحية طويلة الأمد. ودعت الجمعيات الطبية إلى تحديث الإرشادات السريرية لتشمل هذا النوع من التحاليل بشكل إلزامي للمرضى الأكثر عرضة.