الإعلام الأخضر
عمر أعكيريش
الكل يتحدث عن تشجيع السياحة الداخلية ببلادنا، لكن واقع الأمر يميط اللثام على زمرة من السلوكيات التي تضرب في الصميم ازدهار هذا القطاع الهام والحيوي ببلادنا، وتنم على أن ” شعار” تشجيع السياحة الداخلية الذي ما فتئ البعض يتشدق به في كل المناسبات ما هو إلا مضيعة للوقت، وهدر للمال والراحة، فعلى سبيل المثال، ما يتم إنفاقه خلال عطلة الاسبوع بالمدن المغربية على غرار مرتيل، السعيدية، أكادير أو طنجة، هو ضعف أو ما يزيد على ما يتم انفاقه ببعض الدول الأوروبية..
30 أورو، كافية بأن تغطي مصاريف شقة ليوم وليلة بإسبانيا مثلا، أما في المغرب فثمن الشقق في بعض المناطق تجاوز الحد المعقول، حتى بات يصنفها البعض في خانة ” النهب”، بفعل ” السماسرة” الذين يعمدون إلى الرفع من أثمنة كراء الشقق، إلى جانب أصحاب ” الجيلي الأصفر” والباركينغات، ومضايقات أصحاب الشمسيات ” الباراسولات” وبعض سائقي الطاكسيات، وأصحاب النقل العمومي بين المدن، الذين لا “يرحمون” البتة خلال فترة الصيف، ويكون ثمن الرحلة مضاعفا في أحايين كثيرة، فأنت أمام عصابات منظمة، ينتظرون هذه المناسبة لجعلها سانحة للاغتتاء، ناسين أنهم بتصرفاتهم هذه يضربون السياحة المغربية في مقتل..
لا يتناطح كبشان حول أن أسبوع واحد في الجارة الإسبانية هو أرخص بكثير من أسبوع في أكادير أو تطوان… بدون مقارنة جودة الخدمات المقدمة..
البحر عندنا عبارة عن جمال، خيول، البوني ” مول البيني” مول ” كاسكروط” مقابلات في كرة القدم، ” الجيت تسكي” حتى تختلط عليك المفاهيم، هل أنت في بحر أم في موسم؟..
رفقا بسياحتنا، فهي من ركائز الاقتصاد الوطني، وبمثل هكذا تصرفات نأتي على هدم لبنة هامة من اللبنات التي يتمتع بها المغرب عن من سواه، خاصة بعض الدول المجاورة التي تكٍن لنا العداء..