تشهد منطقة حوض أم الربيع تراجعًا حادًا في الموارد المائية نتيجة انخفاض نسبة التساقطات المطرية، مما أدى إلى جفاف ملحوظ على مدى السنوات الماضية. وتشير الأرقام الحديثة إلى أن نسبة ملء الحوض، حتى يوم الثلاثاء، لم تتجاوز 248.89 مليون متر مكعب، أي 5.02% فقط من سعته الكاملة المقدرة بحوالي 4954.91 مليون متر مكعب، مقارنةً بـ5.63% في السنة الماضية.
وفي ظل استمرار أزمة الجفاف، قامت وزارة التجهيز والماء بوضع خطة شاملة تهدف لتعزيز الموارد المائية المتاحة، وذلك وفقًا لما ذكرته منصة “الما ديالنا”. تشمل هذه الخطة استراتيجيات تعتمد على إنتاج المياه غير التقليدية، مثل تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه العادمة، بالإضافة إلى زيادة عرض المياه التقليدية عبر بناء السدود الكبيرة والصغيرة.
من أبرز المشاريع قيد الإنجاز في هذا الصدد، سد تاغزيرت، الذي يتم بناؤه في إقليم بني ملال بجماعة ناوور على وادي درنة، بسعة تخزين تصل إلى 83 مليون متر مكعب وتكلفة تبلغ 1500 مليون درهم. يهدف السد إلى ري منطقة الدير السقوية، وتوليد الطاقة الكهرومائية، وخلق حوالي 300,000 يوم عمل خلال فترة البناء، مع تنمية السياحة البيئية حول البحيرة الناتجة عن السد.
كما تعمل مديرية التجهيزات المائية التابعة لوزارة التجهيز والماء على إنشاء سد وادي لخضر بحوض أم الربيع، في الجماعة الترابية أيت ماجدن بإقليم أزيلال. انطلقت أشغال السد في أكتوبر 2022، وحققت تقدمًا نسبته 36% حتى الآن، بتكلفة تصل إلى 1200 مليون درهم. يهدف المشروع إلى حماية المنطقة من الفيضانات، وتعزيز الفرشة المائية، وتوفير مياه الشرب، وإنتاج الطاقة الكهرومائية.
أما المشروع الثالث، سد تيوغزة في إقليم أزيلال، فقد تمت برمجته للعام 2027 ضمن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والري 2020-2027، بسعة تخزين تصل إلى 160 مليون متر مكعب وبتكلفة تبلغ 1500 مليون درهم، حيث يهدف لتقليص نقص المياه على مستوى المدارات السقوية، ودعم إمدادات مياه الشرب.
وإضافةً إلى ذلك، سيتم رفع طاقة سد إمفوت الذي يقع في أسفل وادي أم الربيع، ليؤدي دورًا رئيسيًا في توفير مياه الشرب لعدة مدن مثل الدار البيضاء والجديدة وسطات، بالإضافة إلى تلبية احتياجات الري في منطقة دكالة بمساحة تبلغ حوالي 96,000 هكتار.