الاخبار دولية

خان يونس تشتعل.. كمين محكم للمقاومة يوقع سبعة قتلى من جنود الاحتلال ويكشف هشاشة منظومة الردع الإسرائيلية

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/ccj8

في مشهد يعكس تصاعد قدرات المقاومة الفلسطينية وتعاظم الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، شهدت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مساء الثلاثاء، كمينًا مركبًا نفذته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسفر عن مقتل ضابط وستة جنود من وحدة الهندسة القتالية داخل ناقلة جند مدرعة من طراز “بوما”، في واحدة من أكثر الضربات دموية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

وبحسب رواية إذاعة جيش الاحتلال، فقد وقع الهجوم في تمام الخامسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، حين اقترب مقاوم فلسطيني من ناقلة الجنود وألصق بها عبوة ناسفة أدت إلى انفجارها واندلاع النيران فيها بشكل كامل. ورغم استدعاء فرق إطفاء عسكرية وجرافة من نوع D9 لمحاولة إخماد الحريق بتغطية الناقلة بالرمال، فشلت كل المحاولات في إنقاذ الطاقم، وتم اتخاذ قرار بنقل المدرعة المشتعلة إلى داخل إسرائيل عبر شارع صلاح الدين.

لاحقًا، أعلنت إذاعة الجيش أن مهمة تحديد هوية الجنود استغرقت ساعات طويلة بسبب تفحم الجثث، وأن عائلات القتلى أُبلغت في وقت متأخر من الليل. كما تم استدعاء مروحيات إخلاء عادت فارغة، في مشهد يعكس فشلًا ميدانيًا مزدوجًا لجيش الاحتلال.

التحقيقات الأولية تعمق الحرج

صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مصادر عسكرية أن الجيش لم يتمكن حتى صباح الأربعاء من تحديد مكان المقاومين الذين نفذوا الهجوم، وأن الكمين تخللته اشتباكات ضارية استهدفت أيضًا قوة الإنقاذ، ما أسفر عن إصابة 16 جنديًا آخرين. وتم وصف الحدث بـ”أحد أصعب الأيام التي مرت على الجيش خلال الأشهر الأخيرة”.

المقاومة تنشر التفاصيل والصور

من جهتها، نشرت كتائب القسام صباح الأربعاء تفاصيل إضافية، مؤكدة أن مقاتليها دمروا ناقلتي جند في عملية مركبة جنوب خان يونس، وأنهم رصدوا عمليات الإجلاء الجوي التي استمرت عدة ساعات. كما عرضت صورًا توثق استهداف الآليات قبل انفجارها. بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تدمير آلية إسرائيلية من نوع “ميركافا” بعبوة ناسفة في شرق خان يونس.

ضربة نوعية تعيد التوازن الميداني

يرى المحللون أن الكمين يمثل ضربة نوعية للجيش الإسرائيلي في توقيت حرج، بالتزامن مع تراجع العمليات العسكرية في جبهة إيران، وتركيز الاحتلال مجددًا على جبهة غزة. الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة وصف الحدث بأنه “يوم بائس من أيام الغزاة”، بينما أوضح المحلل سعيد زيادة أن ناقلة “بوما” تُعد من أقدم وأثقل مركبات الجيش الإسرائيلي، وتُستخدم في مهام تفكيك الألغام والهدم الميداني، وهي تحمل عادة طاقمًا من 8 جنود مجهزين تجهيزًا كاملاً.

رسائل ميدانية وسياسية

يؤكد هذا التطور الميداني أن المقاومة الفلسطينية، رغم مرور أكثر من 260 يومًا على بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا تزال تحتفظ بزمام المبادرة، وتثبت قدرتها على إيقاع الخسائر النوعية في صفوف العدو، بما يُحرج القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية ويضعف ثقة الشارع الإسرائيلي بإستراتيجية الحكومة.

وفي وقت تتوقف فيه المعارك في جبهات أخرى كإيران، تعود غزة إلى واجهة الأحداث، ليس كمنطقة منكوبة فحسب، بل كساحة مواجهة حقيقية تصرّ فيها المقاومة على التصدي لأحد أكثر الجيوش تطورًا في المنطقة، بمزيج من التكتيك والجرأة والانغماس في المعركة حتى الرمق الأخير.

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/ccj8
Gmedianews

Gmedianews

About Author

اترك تعليقاً

اشترك معنا

    ننطلق من إيمان عميق بأن البيئة ليست مجرد إطار خارجي لحياتنا، بل هي امتداد لصحتنا النفسية والجسدية،

    جريدة إلكترونية مغربية شاملة، متخصصة في قضايا الفلاحة، التنمية القروية، البيئة… وكل ما يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من حوله.

    Gmedianews @2023. All Rights Reserved.