الاخبار دولية

حنظلة تُبحر نحو غزة: رحلة مقاومة تُحرك الضمير العالمي

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/zrll

تواصل سفينة “حنظلة” رحلتها الرمزية عبر مياه البحر الأبيض المتوسط في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، حاملة على متنها رسالة تضامن عالمية وإنسانية بالغة الدلالة. الرحلة التي انطلقت في الثالث عشر من يوليوز 2025 من ميناء سيراكيوز الإيطالي، تُعد واحدة من أبرز المبادرات ضمن “أسطول الحرية” الذي يهدف إلى لفت أنظار العالم إلى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات.

السفينة التي كانت سابقًا مخصصة للصيد، والتي يعود تاريخ صنعها إلى عام 1968، أعيد تجهيزها وتخصيصها لهذا التحرك التضامني، وحملت اسم “حنظلة” في إشارة رمزية إلى شخصية الكاريكاتير الشهيرة التي أبدعها الرسام الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، والتي أصبحت رمزًا للمقاومة والكرامة في وجه الظلم والاحتلال.

تضم البعثة على متن السفينة طاقمًا يتكون من 21 ناشطًا ومتضامنًا من عشر دول، بينهم صحفيون، أطباء، برلمانيون وحقوقيون، من بينهم الصحفي المغربي محمد البقالي، مراسل قناة الجزيرة، الذي قرر الانضمام إلى هذه المبادرة الإنسانية لتوثيق الرحلة ونقل رسائلها إلى الرأي العام العربي والدولي. وتُعد مشاركة البقالي لفتة رمزية تعكس حضور الإعلام المغربي في الصفوف الأمامية للدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

يؤكد القائمون على الرحلة أن هدفهم لا يقتصر فقط على تسليم مساعدات رمزية، بل يتجاوز ذلك إلى توجيه رسالة سياسية وإنسانية قوية ضد الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له المدنيون في غزة من حصار وتجويع ممنهج. الرحلة تمرّ في ظروف حساسة، وسط تهديدات وتحذيرات إسرائيلية، حيث انقطع الاتصال بالسفينة لساعات يوم 23 يوليوز بعد اقترابها من المياه الإقليمية المصرية، قبل أن يعود الاتصال ويتأكد استمرار الرحلة دون أضرار.

التحرك يأتي في سياق وضع إنساني بالغ التدهور داخل القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف مأساوية وسط تدمير شامل للبنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والدواء، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023. وتسعى هذه المبادرات البحرية إلى إبقاء معاناة سكان غزة حاضرة في الضمير العالمي، في وقت يتواصل فيه تجاهل المجتمع الدولي لنداءات الإغاثة ووقف الانتهاكات.

سفينة “حنظلة” لا تمثل مجرد وسيلة نقل بحري، بل تحولت إلى رمز لمقاومة مدنية سلمية تتحدى الحصار واللامبالاة الدولية، وتحمل معها أملًا في إحياء الضمير الإنساني وتفعيل آليات العدالة والتضامن. ومع اقترابها من المياه الفلسطينية، تترقب الأوساط الحقوقية والسياسية الدولية مآل هذه الرحلة التي أثارت موجة تضامن واسعة على مستوى الشعوب والهيئات.

وقد انتشر وسم #حنظلة و#مع_غزة على منصات التواصل الاجتماعي، مرفقًا برسائل دعم من سياسيين وفنانين وناشطين، فيما يتواصل الضغط على الدول الأوروبية لتوفير حماية قانونية للطاقم وضمان سلامتهم، وسط تحذيرات من أي اعتراض مسلح للسفينة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

في هذه اللحظة الفارقة، يمثل استمرار “حنظلة” في الإبحار فعل مقاومة بحد ذاته، ورسالة مفادها أن غزة ليست وحدها، وأن هناك من يصرّ على تكسير الحصار بالضمير والإرادة رغم كل الصعاب.

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/zrll

إيمان بوحزامة

About Author

اترك تعليقاً

اشترك معنا

    ننطلق من إيمان عميق بأن البيئة ليست مجرد إطار خارجي لحياتنا، بل هي امتداد لصحتنا النفسية والجسدية،

    جريدة إلكترونية مغربية شاملة، متخصصة في قضايا الفلاحة، التنمية القروية، البيئة… وكل ما يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من حوله.

    Gmedianews @2023. All Rights Reserved.