الاخبار كلمة الرأي

حنظلة تبحر نحو الحقيقة، وسفينة غامضة تلوّح بالوجه الآخر للصمت الدولي

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/6d93

إيمان بوحزامة

في عرض المتوسط، وعلى مرمى زفرة من غزة، تصرخ الحقيقة في وجه الصمت، وتبحر سفينة “حنظلة” محمّلة بما تبقى من ضمير عالمي، حين اختار البعض أن يحوّل مأساة الحصار إلى فقرة عابرة في نشرات الأخبار.

اليوم، حدث ما لم يكن في الحسبان. سفينة مجهولة ظهرت على مقربة من “حنظلة”، لا اسم لها، لا علم، لا رد على النداءات. مجرد شبح بحري، اقترب بصمت، ثم انسحب كما جاء، مخلفًا وراءه سؤالًا عالقًا: من يراقب من؟ ومن يستعد لقطع الطريق أمام القادمين بالزيت والدواء والكلمة الحرة؟

الصحفي المغربي محمد البقالي، الموجود على متن السفينة، نقل تفاصيل اللحظة، لحظة إعلان حالة الطوارئ، بكل دقة ومسؤولية. ليس مجرد ناقل خبر، بل شاهد يكتب من الداخل، من قلب البحر، من داخل المعركة بين الإنسان والحصار، بين الضمير والخرس.

ليس سرًا أن “حنظلة” ليست مجرد محاولة لكسر حصار غزة، بل هي امتحان جديد لضمير عالمي مترنّح. هي أيضًا رسالة جديدة تكتبها مجموعة من النشطاء والصحفيين بلغات مختلفة، لكنها تقول الشيء نفسه: “كفى حصارًا”.

البقالي، الذي سبق أن شارك في نسخة 2015 من أسطول الحرية، ليس طارئًا على هذه المعارك الرمزية، بل هو جزء من نسيجها، صوت مغربي لا يُجمّل الصورة، بل يلتقط تفاصيلها الحقيقية. وجوده هو أيضًا احتجاج على أن تتحول المأساة إلى اعتياد، والدم إلى إحصاء.

أما السفينة المجهولة، فليست سوى مرآة لذلك الآخر الذي لا يريد لهذه الرحلة أن تصل. قد تكون إسرائيل، وقد تكون من يشتغل لحسابها. لكن المؤكد أن وجودها يقول الكثير عن فوبيا الحقيقة حين تُبحر بصوت عالٍ.

في النهاية، تبقى “حنظلة” أكثر من مركب خشبي يعاند البحر. هي سردية صمود، ومحاولة لتذكير العالم أن في غزة من ينتظر أن يُرى، أن يُسمع، وأن يُعامل كبشر.

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/6d93

إيمان بوحزامة

About Author

اترك تعليقاً

اشترك معنا

    ننطلق من إيمان عميق بأن البيئة ليست مجرد إطار خارجي لحياتنا، بل هي امتداد لصحتنا النفسية والجسدية،

    جريدة إلكترونية مغربية شاملة، متخصصة في قضايا الفلاحة، التنمية القروية، البيئة… وكل ما يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من حوله.

    Gmedianews @2023. All Rights Reserved.