تشهد غابة بوهـاشم، المصنفة كواحدة من أهم المحميات الطبيعية في شمال المغرب، حريقاً مهولاً اندلع اليوم في منتزه بوهـاشم بإقليم شفشاون. وقد تسببت النيران في تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان شوهدت على بعد كيلومترات، مما أثار حالة من القلق وسط الساكنة المحلية والمهتمين بالشأن البيئي.
السلطات المحلية عبّرت عن استنفارها لمواجهة الحريق، في ظل وعورة التضاريس التي تُصعّب تدخل فرق الإطفاء، حيث تمتاز المنطقة بغابات كثيفة تغطي مساحات واسعة من جبال الريف. ورغم تدخل عناصر الوقاية المدنية والسلطات، إلا أن قوة الرياح وارتفاع درجات الحرارة زادا من سرعة انتشار النيران.
تُعتبر غابة بوهـاشم من أهم الثروات الطبيعية في شمال المغرب، حيث تُعرف بتنوعها البيولوجي الغني الذي يضم أنواعاً نادرة من النباتات والحيوانات، فضلاً عن كونها رئة بيئية أساسية تساهم في التوازن الإيكولوجي بالمنطقة. وقد سبق للمنطقة أن تعرضت في السنوات الماضية لحرائق مماثلة أتت على مساحات مهمة من الغطاء الغابوي، مما يجعل تكرار هذه الظاهرة خطراً متزايداً على التراث الطبيعي.
نشطاء بيئيون حذروا من التداعيات الكارثية لمثل هذه الحرائق، مشيرين إلى أن فقدان الغطاء الغابوي لا يقتصر فقط على الجانب البيئي، بل يمتد أثره ليشمل الجانب الاقتصادي والاجتماعي أيضاً، إذ يعتمد سكان القرى المحيطة بالغابة على مواردها الطبيعية في أنشطة الرعي وجمع الأعشاب الطبية، فضلاً عن كونها وجهة سياحية بيئية مميزة تستقطب الزوار.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لإخماد الحريق، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات عاجلة لتكثيف التدخلات وحماية الغابة، مرفقة بوسم #شفشاون و #حريق_شفشاون، وسط دعوات شعبية لله سبحانه وتعالى أن يحفظ المغرب وأهله من كل مكروه.
يبقى التحدي الأكبر الذي تواجهه المملكة اليوم هو تعزيز وسائل التدخل الوقائي لمواجهة حرائق الغابات، خاصة في ظل تغيرات مناخية متسارعة جعلت المغرب من الدول المعرّضة بشكل متزايد لموجات حرارة وجفاف، وهو ما يرفع من احتمالية اندلاع مثل هذه الكوارث البيئية.
