ما يزال جثمان سائق مهني مغربي، توفي نتيجة مضاعفات إصابته بمرض الملاريا في الأراضي الموريتانية، عالقًا منذ يومين في معبر الكركرات الحدودي، ما خلّف موجة غضب واستنكار واسعة في صفوف السائقين المهنيين المغاربة.
الراحل وافته المنية يوم السبت الماضي، وبعد استكمال الإجراءات القانونية والصحية من طرف السلطات الموريتانية، وإصدار القنصلية المغربية رخصة نقل الجثمان، تم الشروع في عملية ترحيله إلى التراب الوطني. غير أن العملية توقفت بشكل مفاجئ عند المعبر، بعدما رفضت السلطات المحلية السماح بعبور الجثمان، دون تقديم أي توضيحات، وفقًا لما أفاد به زملاؤه.
الاحتقان تصاعد بشكل كبير بعد أن بدأت تنبعث من الجثمان رائحة كريهة بسبب طول فترة الانتظار، في مشهد مؤلم اعتبره المهنيون إهانة صارخة لكرامة زميلهم، واحتقارًا غير مبرر لفئة تعتبر من أعمدة الاقتصاد الوطني، والتي لم تتوانَ في أصعب الظروف – بما في ذلك جائحة كورونا – عن ضمان استمرار تدفق السلع والخدمات.
السائقون المهنيون عبّروا عن سخطهم من هذا التعامل الذي وصفوه بـ”غير الإنساني”، ملوحين بتنظيم وقفات احتجاجية إذا لم يتم تمكين الجثمان من العبور بشكل عاجل ليوارى الثرى في مسقط رأسه بإقليم تارودانت. كما دعوا إلى محاسبة الجهات التي تقف وراء هذا التعطيل المؤلم.
وقد أكد محضر رسمي صادر عن الشرطة الموريتانية أن الوفاة كانت طبيعية نتيجة مضاعفات الملاريا، وأن جميع الإجراءات تم احترامها، بما فيها الإشراف الطبي والقانوني وتأكيد هوية المتوفى. كما أن القنصلية المغربية أشرفت على إصدار وثيقة رسمية لترحيل الجثمان إلى أرض الوطن.
في انتظار تدخل عاجل من السلطات المعنية، تبقى حرمة المتوفى وكرامة السائقين على المحك، في واقعة تعكس الحاجة الماسة إلى مراجعة بروتوكولات استقبال جثامين المغاربة المتوفين خارج البلاد.