تشهد حرب التجسس بين إيران وإسرائيل تصعيداً لافتاً تزامناً مع استمرار الحرب المفتوحة بين الطرفين، حيث أعلنت طهران عن اكتشاف عمليات تجسس واسعة عبر طائرات مسيّرة صغيرة واعتقالات جديدة في صفوف “عملاء للموساد”، فيما تتبادل العاصمتان الاتهامات والتصعيد الأمني.
ونقلت وكالة “فارس” عن مصدر أمني أن السلطات الإيرانية اكتشفت وجود أكثر من 10 آلاف مسيّرة صغيرة في العاصمة طهران، كانت تُستخدم من قِبل عملاء لإسرائيل بهدف تنفيذ أنشطة تجسس وتخريب. وأضافت الوكالة أن الشرطة الإيرانية اعتقلت شبكة متورطة في إطلاق هذه الطائرات من المناطق الجبلية شمال غرب طهران، وضبطت شاحنة محملة بعدد كبير من المسيّرات المجهزة لهذه الأغراض.
وأكدت وكالة “تسنيم” أن من بين المعتقلين أحد “العملاء المباشرين” للموساد الإسرائيلي، وقد تم توقيفه غربي طهران. كما أعلنت السلطة القضائية الإيرانية في محافظة لرستان عن توقيف 10 أشخاص آخرين بتهم تتعلق بالتجسس لصالح إسرائيل.
وفي سياق التصعيد القضائي، نفّذت إيران صباح اليوم الإثنين حكم الإعدام شنقاً بحق محمد أمين مهدوي شايسته، بتهمة التعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). وذكرت السلطة القضائية أن شايسته كان على صلة مباشرة بالموساد، إضافة إلى تعاونه مع قناة “إيران إنترناشونال”، التي تعتبرها طهران “منظمة إرهابية”، خاصة منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في 2022 عقب وفاة مهسا أميني.
وتشير التقارير إلى أن شايسته اعتُقل في أواخر عام 2023، ووُصف من قبل الإعلام الإيراني بأنه “زعيم فريق للأمن الإلكتروني متعاون مع الموساد”.
هذه التطورات تأتي في ظل احتدام الحرب بين إيران وإسرائيل التي دخلت يومها الحادي عشر، مع اتساع نطاق الاستهداف المتبادل بين الطرفين على المستويين العسكري والاستخباراتي، ما ينذر بتعقيدات أكبر في المشهد الإقليمي.
