أثارت تصريحات النائب البرلماني هشام المهاجري، عن حزب الأصالة والمعاصرة، موجة استياء واسعة في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، عقب وصفه بعض سلوكياتهم بـ”اللامهنية”، خلال مشاركته في الجامعة الصيفية للحزب. تصريحات اعتُبرت “مسيئة ومجحفة”، ما دفع اللجنة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة حملة الشهادات العليا إلى إصدار بيان ناري، استنكرت فيه ما اعتبرته “تبخيسًا ممنهجًا” لجهود فئة تمثل العمود الفقري للمنظومة الصحية الوطنية.
المداخلة البرلمانية التي اعتبر فيها المهاجري أن “الممرضات في بعض المستوصفات يقضين وقتهن في الحناء، والممرضين في لعب الورق”، أثارت حفيظة مهنيي القطاع الصحي الذين وصفوا هذه العبارات بأنها تمس بكرامتهم وتستخف بتضحياتهم، معتبرين أنها تمثل خرقًا لأخلاقيات الخطاب السياسي، ولا تليق بممثل للأمة داخل المؤسسة التشريعية.
اللجنة التمريضية شددت في بيانها على أن الممرضين يشتغلون في ظروف صعبة، وفي مناطق نائية محرومة من الحد الأدنى من التجهيزات، مؤكدين أنهم كانوا دائمًا في الصفوف الأمامية خلال الأزمات الكبرى التي عرفتها البلاد، مثل جائحة كوفيد-19 وزلزال الحوز، وقدموا تضحيات جسيمة لصالح الصحة العامة.
كما ذكّرت اللجنة بأن مهنة التمريض شهدت تطورًا نوعيًا في التكوين، يخضع لنظام “إجازة – ماستر – دكتوراه”، ويُعد المهنيين لمهام دقيقة تتعلق مباشرة بسلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية، مطالبةً بسحب تلك التصريحات فورًا وتقديم اعتذار علني، “وفاءً لما قدمته هذه الفئة من خدمات وتضحيات في أصعب الظروف”.
ودعت اللجنة الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية كرامة الأطر التمريضية، مشيرة إلى احتفاظها بحقها في المتابعة القضائية ضد كل من يتطاول على العاملين بالقطاع.
وفي ختام بيانها، جددت اللجنة مطلبها بالإفراج العاجل عن “هيئة الممرضين وتقنيي الصحة”، كآلية ضرورية لتنظيم وتأطير المهنة وضمان الاعتراف القانوني بها، مؤكدة استعدادها لخوض مختلف الأشكال النضالية والقانونية المشروعة دفاعًا عن كرامة المهنة وصونًا لحقوق العاملين بها.