في سياق الدينامية المتواصلة للدبلوماسية المغربية، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الإثنين ببروكسيل، سلسلة من المحادثات الثنائية رفيعة المستوى، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري الخامس للاتحاد الأوروبي مع دول جوار الجنوب.
وشكّل هذا الاجتماع، المنعقد بمناسبة التحضير للميثاق المستقبلي من أجل المتوسط، فرصة لتوطيد الشراكات وتعزيز الحوار السياسي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، خاصة مع اقتراب الذكرى الثلاثين لإعلان برشلونة.
وقد التقى الوزير بوريطة، مرفوقًا بالسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي، أحمد رضا الشامي، مع المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون المتوسط، دوبرافكا شويسا. وتركزت المباحثات حول سبل دعم انخراط المغرب في الرؤية الجديدة للاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة، والمرتكزة على تجديد التعاون وتعزيز الاستقرار والتنمية المشتركة.
كما أجرى الوزير المغربي محادثات مع كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، حيث ناقش الطرفان قضايا الأمن الإقليمي والتعاون الاستراتيجي، إلى جانب مستجدات الساحة الدولية ذات الاهتمام المشترك.
وشكلت العلاقات الثنائية مع مدريد محور لقاء خاص جمع السيد بوريطة بنظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس، في لقاء وُصف بالإيجابي، أكد فيه الجانبان على أهمية الحوار الدائم والتشاور المستمر بين البلدين لتعزيز الاستقرار والتعاون المتوسطي.
هذا وقد التقى بوريطة بعدد من وزراء الخارجية العرب والأوروبيين، من بينهم وزراء خارجية الأردن، مصر وسلوفينيا، حيث تم بحث ملفات إقليمية واستراتيجية ترتبط بالأمن والتنمية في الحوض المتوسطي.
ويهدف الاجتماع الوزاري الخامس للاتحاد الأوروبي وجوار الجنوب إلى توحيد الرؤى بشأن “الميثاق المستقبلي من أجل المتوسط”، الذي يرتقب أن يُقدم رسميًا خلال خريف 2025، ليكون إطارًا جديدًا للتعاون المستدام بين أوروبا وشركائها في جنوب المتوسط.