في مداخلة قوية تعيد إلى الواجهة مطلبًا طال انتظاره، اعتبر الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، المصطفى بنعلي، أن غياب تمثيلية سياسية لمغاربة العالم في المؤسسات الوطنية لم يعد له ما يبرره. وأوضح أن هذا الغياب يتناقض مع مقتضيات واضحة في دستور المملكة، ومع التوجيهات الملكية الصريحة التي شدّدت على ضرورة تمكين أفراد الجالية من كامل حقوقهم السياسية.
وفي كلمة ألقاها خلال لقاء تواصلي احتضنته مدينة فاس، ضمن فعاليات البرنامج الوطني لإحياء الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس الحزب، شدّد بنعلي على أن مغاربة الخارج لا يمكن اختزالهم في كلمة “جالية”، بل هم “مكون وازن من الوطن”، مساهمون في تنميته وحاضرون في مشروعه المستقبلي.
وأشار المتحدث إلى أن تحويلات مغاربة العالم تخطت سنة 2023 سقف 115 مليار درهم، وهو ما يعكس – بحسبه – عمق الارتباط بالوطن ليس فقط وجدانيًا، بل تنمويًا واستثماريًا أيضًا. وأضاف: “هل يُعقل أن يُحرم هذا المكون من حقه في التمثيل والتصويت، رغم كل ما يقدمه للوطن؟”.
دعوة بنعلي تأتي في وقت تتجدد فيه المطالب الشعبية والحزبية بتمكين مغاربة العالم من مقاعدهم داخل البرلمان ومؤسسات الحكامة الوطنية، أسوة بما هو معمول به في عدد من الدول التي تضمن لمواطنيها المقيمين بالخارج تمثيلية حقيقية.
ويُنتظر أن يعيد هذا الموقف السياسي ملف تمثيلية الجالية المغربية إلى دائرة النقاش العام، في أفق إصلاح سياسي يستوعب كافة الطاقات الوطنية أينما كانت.