في خطوة لافتة وغير مسبوقة، شهدت أشغال دورة مجلس جهة كلميم وادنون انسحابا جماعيا لأفراد الجسم الصحفي بالجهة، في رسالة احتجاج قوية تعكس امتعاضاً متزايداً من ما وصفوه بـ”الانبطاح والتهميش الممنهج” الذي يطال دورهم في تغطية الشأن العام والمشاركة الفعلية في تعزيز مبدأ الشفافية.
الواقعة، التي أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط المحلية، اعتُبرت من طرف العديد من المراقبين تعبيرا عن شعور الصحفيين بالإقصاء الممنهج، سواء من خلال ضعف التواصل الرسمي معهم من قبل المسؤولين المحليين، أو من خلال محدودية التفاعل معهم في ما يخص قضايا الجهة الحساسة التي تتطلب تغطية إعلامية جادة.
وأفاد عدد من الصحفيين المحليين أن انسحابهم من الدورة جاء بعد أن لمسوا استمرارا في ما وصفوه بـ”تهميش متعمد” لطبيعة دور الإعلام في مساءلة المنتخبين، إضافة إلى عدم توفير الشروط المهنية الدنيا التي تتيح تغطية الدورة في ظروف تليق بمهنة الصحافة.
يُذكر أن جهة كلميم وادنون، التي تُعدّ من الجهات الجنوبية الاستراتيجية في المغرب، تعرف منذ سنوات توترا في علاقتها مع الصحفيين المحليين، وسط انتقادات متكررة لأسلوب تدبير المجالس المنتخبة للعلاقة مع الإعلام، حيث غابت لسنوات مبادرات تكوين وتواصل حقيقية تسمح بخلق شراكة فعالة بين الفاعل السياسي والإعلامي.
هذا التحرك الرمزي يعيد إلى الواجهة النقاش حول واقع الحريات الإعلامية في الجهات، ومدى التزام المجالس المنتخبة بتكريس ثقافة الشفافية والتواصل الإيجابي مع الصحافة، كما يفتح الباب أمام مطالب بتطوير آليات الدعم والتكوين المهني للإعلاميين المحليين، وتفعيل دورهم كمراقبين فاعلين للسياسات العمومية.
يُشار إلى أن عددا من الصحفيين أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي وسمًا احتجاجيًا يعبر عن التضامن مع الجسم الصحفي بكلميم، منبهين إلى أن هذه الخطوة قد تتكرر في جهات أخرى إذا استمر تهميش دور الصحافة في المشهد الجهوي.