في اليوم المئة من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد 51 فلسطينياً، بينهم 14 مدنياً كانوا ينتظرون مساعدات غذائية، في سلسلة غارات متواصلة منذ فجر اليوم، وفق ما أفادت به مصادر طبية في مستشفيات القطاع.
ويأتي ذلك بعد يوم دامٍ آخر، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء، أمس الثلاثاء، إلى 89 شهيداً، من بينهم 56 قضوا أثناء انتظارهم المساعدات في منطقتي نتساريم وسط القطاع ورفح جنوبه، في تأكيد على تصعيد الاحتلال لاستهداف المدنيين ومراكز توزيع الإغاثة.
وعلى الصعيد الإنساني، حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، من كارثة وشيكة، مؤكداً أن “شرايين الحياة التي توفرها الأمم المتحدة للفلسطينيين في غزة ستتوقف تماماً إذا لم تسمح إسرائيل بدخول الوقود”. وأضاف دوجاريك أن “الأطفال في غزة قد يموتون من العطش”، في ظل انهيار شبه تام لمنظومة الخدمات الأساسية، ولا سيما المياه والطاقة.
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفه خلال كمين محكم نفذته المقاومة الفلسطينية في خان يونس جنوب القطاع، مما يعكس استمرار المواجهات المباشرة رغم القصف العنيف.
وفي الضفة الغربية، استشهد طفل فلسطيني آخر شرق مدينة رام الله، فيما واصلت قوات الاحتلال عمليات الهدم التي تستهدف منازل الفلسطينيين في عدد من المخيمات، استمراراً لسياسة العقاب الجماعي الممنهج.
مع دخول العدوان يومه المئة، يبدو أن معاناة غزة دخلت مرحلة أكثر قتامة، وسط غياب أي أفق لوقف إطلاق النار، وتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.