تستعد جماهير الوداد الرياضي، مساء الأحد 22 يونيو 2025، لمتابعة لقاء بالغ الأهمية أمام يوفنتوس الإيطالي، في إطار الجولة الثانية من دور مجموعات كأس العالم للأندية. مباراة تُقام في ملعب “لينكولن فاينانشال فيلد” بمدينة فيلادلفيا، وتُعدّ بمثابة مفترق طرق بالنسبة لممثل الكرة المغربية، الذي لم يعد يملك هامشاً واسعاً للخطأ بعد هزيمته في الجولة الأولى أمام مانشستر سيتي.
وبينما ما تزال مرارة الخسارة أمام العملاق الإنجليزي (0-2) حاضرة في أذهان اللاعبين والجمهور، فإن الأداء القتالي الذي قدّمه الوداد في تلك المباراة، خصوصاً من حيث الانضباط التكتيكي والصلابة الدفاعية، يمنح بعض الأمل في القدرة على منافسة فريق بحجم “اليوفي”.
مدرب الفريق، محمد أمين بنهاشم، بدا في تصريحاته الأخيرة مدركاً لحجم التحدي المقبل، دون أن يُخفي وجود إشكال حقيقي في الخط الهجومي. مع عودة عمر السومة ومشاركته في التدريبات، تلوح في الأفق بوادر تحسن قد تساعد الفريق على استثمار أي فرصة تُتاح أمام مرمى يوفنتوس، خاصة وأن اللقاء لا يحتمل إضاعة النقاط.
من جانبه، يدخل يوفنتوس المباراة وهو في قمة المعنويات، عقب فوزه العريض على العين الإماراتي (5-0). فالفريق الإيطالي، بقيادة المدرب إيغور تيودور، يُراهن على حسم التأهل مبكراً إلى ربع النهائي. لكن تيودور شدد على أهمية التعامل بجدية مع المباراة، مُذكّراً بلاعبي فريق الوداد الذين أظهروا شخصية قوية رغم خسارتهم أمام مانشستر سيتي.
المعطيات المناخية قد تضيف عاملاً آخر في المعادلة. الحرارة المرتفعة المتوقعة في فيلادلفيا قد تؤثر على نسق اللعب، وتجعل من الصعب المحافظة على الإيقاع العالي طيلة دقائق المباراة. وهنا سيكون الجانب البدني حاسماً في تحديد هوية الفريق الأكثر قدرة على فرض سيطرته.
التاريخ بدوره يُلقي بظلاله على هذه المواجهة. فالأندية المغربية، رغم مشاركاتها العديدة في كأس العالم للأندية، لم تنجح يوماً في تحقيق فوز على منافس أوروبي. واليوم، يجد الوداد نفسه أمام فرصة ذهبية لكتابة فصل جديد في تاريخ مشاركاته الدولية، وإنهاء تلك العقدة التي طال أمدها.
صحيح أن الأرقام تُرجّح كفة يوفنتوس، لكن كرة القدم لطالما كانت لعبة المفاجآت. ولعلّ الروح القتالية التي عُرف بها الوداد في مثل هذه المناسبات قادرة على قلب التوقعات. في كل الأحوال، كل الأنظار ستكون موجهة إلى ملعب “لينكولن فاينانشال فيلد”، حيث يأمل عشاق الفريق الأحمر أن يشهدوا ليلة تاريخية تعيد الأمل وتنعش حلم التأهل.
