أفاد وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال أن المتظاهر لم يتقدم بأي شكاية أو طلب رسمي بخصوص وفاة والده، بالرغم من تردّد تلك الادعاءات في بعض المنصات، نافيًا الشائعات بأن الاعتصام كان احتجاجًا على تضاؤل حقوق أسرته .
أثناء الاعتصام، استخدم المعتصم آلة حادة للاعتداء على عنصر من الوقاية المدنية، والاعتداء عليه من أعلى الخزان، ما تسبب في كسور متعددة، قبل أن يتدخل الدرك الملكي لتهدئة الأوضاع. ثم، أقدم على القفز من أعلى الخزان وهو معلق بحبل حول رقبته، ما أدى إلى دخوله غرفة الإنعاش وتلقيه إسعافات عاجلة .
وبأمر من النيابة تم إجراء تشريح طبّي لجثة بوعبيد، حيث كشفت نتائج اللجنة الطبية الثلاثية تمزّق النخاع الشوكي والشريان السباتي، بالإضافة إلى كسور في العضلات العنقية وعظم الحلق، ناجمة عن عملية الشنق بالحبل قبل السقوط من الخزان، وهو ما أكد أن الوفاة كانت بسبب الإصابات وليس محاولة القتل.
حصّل الحادث على متابعة قضائية فورية من مصالح الدرك تحت إشراف النيابة العامة، مع تدخل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان للوساطة ومحاولة التهدئة. كما أطلقت دعوات من الجمعية الحقوقية ببني ملال-خنيفرة لفتح تحقيق مستقل في وفاة والد بوعبيد، وأكدت على الحاجة لضمانات أكبر في التعامل مع المطالب الاجتماعية.
وكان المواطن “بوعبيد” (45 سنة) منذ 24 يونيوقد دخل في اعتصام مفتوح فوق خزان مياه بجماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، مطالبًا بتحقيق قضائي في ظروف وفاة والده الجندي المتقاعد عام 2019. ظل الاعتصام مستمرًا حوالى 18 يومًا، قبل أن تتطور الأحداث بشكل مأساوي، ما أثار تعاطفًا واسعًا لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.