في ظل استمرار الحصار والقصف الإسرائيلي العنيف، يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ليصل إلى مستويات غير مسبوقة من المجاعة وسوء التغذية، خصوصاً في صفوف الأطفال، ما دفع منظمات أممية وأطباء ميدانيين إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من كارثة وشيكة.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، إن “الناس، بمن فيهم الأطفال، لا يزالون يموتون جوعاً وقصفاً في جميع أنحاء قطاع غزة”، داعياً المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول عاجلة وجذرية لإنقاذ أرواح المدنيين، محذراً من أن “المزيد من الناس سيموتون إذا لم يُتحرك بسرعة”.
من جهة أخرى، أكد الطبيب الأميركي توماس آدمكيفيتش، العامل في مستشفى ناصر بقطاع غزة، أن الوضع الصحي للأطفال “صادم للغاية”، مشيراً إلى أن معظم الأمراض التي يعاني منها الأطفال في القطاع ناتجة عن سوء التغذية الحاد ونقص الرعاية الصحية الأساسية. وأضاف: “شاهدت أطفالاً ذهبوا لمراكز المساعدات وعادوا مصابين بالرصاص”، في إشارة إلى مخاطر استهداف نقاط توزيع المعونات الغذائية.
وأوضح الطبيب أن أعراض نقص الغذاء باتت واضحة على أجساد الأطفال، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات الهزال والضعف العام، إلى جانب غياب الأدوية الضرورية لعلاج الحالات المزمنة والطارئة.
هذه التحذيرات تأتي في وقت تتصاعد فيه الأصوات الدولية المطالِبة برفع الحصار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودائم، وسط عجز المنظمات الإغاثية عن تغطية الاحتياجات المتزايدة في ظل الاستهداف المتكرر لمرافق الإيواء والصحة في القطاع.
في غزة، بات الجوع سلاحاً آخر يُضاف إلى ترسانة الحرب، ومأساة تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً قبل أن تتحول إلى إبادة صامتة.