حقق المنتخب الوطني المغربي فوزًا معنويًا مهمًا على نظيره التونسي بهدفين دون مقابل، في المباراة الودية التي جمعت بينهما مساء الجمعة 6 يونيو 2025، على أرضية ملعب “فاس الكبير”، وسط حضور جماهيري كبير وأجواء تنافسية عكست حدة التنافس التاريخي بين المنتخبين المغاربيين، رغم الطابع غير الرسمي للقاء.

شوط أول متكافئ وقراءة فنية حذرة

انطلقت المباراة بإيقاع متوسط، حيث ظهر الحذر واضحًا من الطرفين خلال الدقائق الأولى. اعتمد المنتخب التونسي على الضغط العالي والالتحامات البدنية لفرض سيطرته، بينما قابل المنتخب المغربي هذا النهج بانضباط تكتيكي وتنظيم دفاعي محكم، مع بناء الهجمات بهدوء انطلاقًا من الخلف.

أولى فرص المباراة جاءت في الدقيقة 17 عبر كرة رأسية قوية من بلال الخنوس بعد تنفيذ ركنية متقنة، لكنها مرت بمحاذاة القائم الأيسر. وفي الدقيقة 30، كاد يوسف النصيري أن يهز الشباك التونسية بعد تمريرة عرضية من حكيمي، لكن رأسيته علت المرمى بقليل.

ورغم محاولات المغرب للسيطرة على مجريات اللعب، إلا أن الشوط الأول انتهى بدون أهداف، في ظل تماسك دفاعي من الجانبين، خاصة من الجانب التونسي.

الشوط الثاني: ضغط مغربي وتغييرات حاسمة

مع بداية الشوط الثاني، ارتفع نسق المباراة، وبدأ المنتخب المغربي في فرض أسلوبه على أرضية الملعب، من خلال التمريرات القصيرة واستغلال الأطراف، بينما تراجع الأداء التونسي الذي اكتفى بمحاولات خجولة عبر الهجمات المرتدة.

المدرب وليد الركراكي أجرى عدة تغييرات منحت ديناميكية جديدة للهجوم، بدخول كل من سفيان رحيمي وأيوب الكعبي. وكاد حكيمي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 63 من ضربة خطأ مباشرة، لولا تدخل الحارس التونسي.

وتواصل الضغط المغربي عبر الركنيات والكرات الثابتة، بينما ظل الدفاع التونسي صامدًا أمام المحاولات المتكررة.

حكيمي والكعبي يُنهيان المهمة بنجاح

الضغط المغربي أثمر في الدقيقة 80، حين نفذ إلياس بن صغير ركنية نحو القائم الثاني، تابعها القائد أشرف حكيمي بتسديدة مباشرة داخل الشباك، مُعلنًا تقدم أسود الأطلس.

وفي الوقت بدل الضائع، أضاف أيوب الكعبي الهدف الثاني بطريقة مميزة، بعد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء إثر تمريرة من مروان سنادي، لتستقر الكرة في الزاوية اليمنى للمرمى، مؤكدًا تفوق المنتخب الوطني أداءً ونتيجة.

انتصار يُعزز التحضيرات ويُظهر الانسجام

هذا الفوز يعكس مدى الجاهزية التي بلغها المنتخب الوطني، خاصة من حيث الانسجام بين الخطوط الثلاثة، وتنفيذ التعليمات التكتيكية. كما يُعد هذا اللقاء محطة مهمة في مسار التحضير للاستحقاقات القارية القادمة، حيث أظهر الفريق روحًا جماعية وتدرجًا تصاعديًا في الأداء.

وبهذا الانتصار، يواصل أسود الأطلس تعزيز ثقة الجماهير، وسط طموحات متزايدة لتحقيق نتائج إيجابية في المنافسات الرسمية المقبلة.