دعت المديرية العامة للأرصاد الجوية المواطنين إلى اتخاذ تدابير وقائية فورية، من بينها تجنب الخروج والتعرض المباشر للشمس بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً، وتفادي النشاطات البدنية المكثفة خلال هذه الفترة. كما أكدت أهمية ترطيب الجسم بشكل دائم، والمكوث في أماكن باردة أو مكيّفة، ورصد أعراض الإجهاد الحراري، خصوصاً عند كبار السن والأطفال والمرضى.
وجاء ذلك بعد أن تجاوزت درجات الحرارة معدلاتها الموسمية في عدة مناطق، حيث سُجلت درجات تفوق 35 مئوية في السواحل الأطلسية، وتجاوزت 42 درجة في السهول الداخلية والأطلس الصغير، لتصل إلى ما بين 45 و47 درجة في الجنوب الشرقي والمناطق الصحراوية. هذا الارتفاع الحاد يُعد إنذارًا مبكرًا بخصوص التأثيرات المتنامية لتغير المناخ على المغرب، ويبرز الحاجة إلى استراتيجيات وقائية متقدمة.
الفئات الهشة كالأطفال، كبار السن، ومرضى القلب أو السكري، تعتبر الأكثر عرضة لتداعيات موجة الحر، إذ يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى حالات إعياء، ضربة شمس، أو تفاقم في الأمراض المزمنة. وأكد خبراء الصحة أن الوقاية تبدأ بوعي جماعي وممارسات بسيطة، مثل شرب الماء بشكل متكرر، ارتداء ملابس فاتحة، وتفادي التنقل غير الضروري أثناء أوقات الذروة.
تعكس هذه الظاهرة المناخية المقلقة التأثيرات المتزايدة *للاحتباس الحراري وتغير المناخ، والتي أصبحت تحول فصول السنة إلى موجات طقس متطرفة تهدد الصحة والاقتصاد والبيئة. وتشير تقارير دولية إلى أن تواتر موجات الحر بالمغرب سيزداد مستقبلاً، مما يستوجب استراتيجيات وطنية لليقظة المناخية، وتدعيم البنية التحتية الصحية، وتعزيز الثقافة الوقائية لدى المواطنين لمواجهة هذا النوع من المخاطر المتصاعدة.