أعلنت القوات المسلحة الملكية المغربية عن انطلاق برنامج استراتيجي لتحديث أسطولها الجوي المخصص للنقل والشحن العسكري، وذلك من خلال تطوير طائرات النقل من طراز C-130H Hercules. وقد أُقيم حفل رسمي للإطلاق في 2 يوليو 2025 بنادي الضباط في الرباط، بحضور وفود رفيعة من المغرب والولايات المتحدة، تأكيداً لأهمية المشروع في سياق التعاون الدفاعي الثنائي بين البلدين.

يُنفذ البرنامج الجديد بالتعاون مع شركة L3-Harris Technologies الأمريكية، الرائدة في صناعة الطيران والدفاع، ويهدف إلى إعادة تجهيز طائرات C-130H بأنظمة متقدمة وفقاً للمعايير الدولية في الصيانة والجودة. وتُعد هذه الخطوة امتداداً لمسار تحديث شامل اعتمدته الرباط لتطوير قدراتها الجوية، وتحقيق جاهزية عالية في مختلف السيناريوهات العملياتية والإنسانية.

تُستخدم طائرات C-130H بشكل مكثف من قبل القوات المسلحة المغربية منذ تسلمها أول نسخة منها عام 1974، لما تتمتع به من قدرات عالية على الهبوط والإقلاع من مدارج غير مهيأة. وتُوظّف هذه الطائرات في مهام استراتيجية تشمل نقل القوات والعتاد، الإمداد اللوجستي، الإخلاء الطبي، وعمليات الإغاثة في الكوارث الطبيعية، ما يجعل تحديثها عاملاً حيوياً في تعزيز الاستجابة السريعة للجيش المغربي.

يرتبط مشروع التحديث برؤية شاملة لتطوير بنية القوات المسلحة المغربية، ويعكس إدراك القيادة لأهمية الاستقلالية اللوجستية والقدرة على تنفيذ تدخلات سريعة وفعالة داخل البلاد وخارجها. كما يُعد هذا المشروع امتداداً للتعاون مع شركة “لوكهيد مارتن”، التي شاركت في تأسيس مركز MAM في عام 2022 لصيانة طائرات F-16 وC-130H في المغرب والمنطقة.

يساهم هذا المشروع في تأكيد مكانة المغرب كشريك موثوق إقليمياً في الأمن والدفاع، خاصة في شمال وغرب إفريقيا. كما يعزز قدرة المملكة على المشاركة في المهام متعددة الجنسيات، ودعم الاستقرار الإقليمي من خلال إرسال مساعدات أو قوات بسرعة إلى مناطق الأزمات. ويُنتظر أن يترافق التحديث مع برامج تدريبية متقدمة لتطوير مهارات الأطقم الفنية والعملياتية.

برنامج تحديث طائرات C-130H المغربية يُشكل نقلة نوعية في قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام العملياتية والإنسانية بكفاءة عالية، ويعكس تنامي الشراكة الدفاعية المغربية-الأمريكية، ضمن رؤية استراتيجية لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.