أعلنت الحكومة المغربية، من خلال الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، عن إطلاق مبادرة نوعية تهدف إلى تكوين 770 مؤطراً في مجال الذكاء الاصطناعي، تم اختيارهم من مختلف أقاليم المملكة. يأتي هذا المشروع في إطار برنامج وطني طموح يروم تعميم التوعية الرقمية وتعزيز المعرفة بالتقنيات الحديثة داخل المجتمع، عبر توظيف دور الشباب كفضاءات لنقل المعرفة بشكل عادل ومجالي.
الوزيرة أكدت خلال مشاركتها في لقاء تحضيري للمناظرات الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، أن المشروع يتم تنفيذه بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، المعروفة بريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي. وأشارت إلى أن المؤطرين يخضعون حالياً لتكوين مكثف يجمع بين البعد النظري والتطبيقي، تمهيداً لنقل الخبرات إلى الفئات الشابة بمناطقهم الأصلية.
ويُعتبر هذا البرنامج جزءاً من جهود الوزارة لتجاوز الفراغ التشريعي الذي يطبع التحول الرقمي بالمغرب، لاسيما في ما يتعلق بحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، ومحاربة انتشار الأخبار الزائفة. وشددت الوزيرة على أن هذه التحديات لم تعد تهم المؤسسات فقط، بل صارت مسؤولية مجتمعية تتطلب وعيًا جماعياً يبدأ من المراحل الأولى للتعليم.
في السياق ذاته، كشفت السغروشني أن وزارة الانتقال الرقمي أطلقت برنامج “إدارتي” لتقنين وتحسين العلاقة بين المواطن والإدارة، عبر رقمنة الخدمات وتعزيز الشفافية، إلى جانب إشراك مختلف الفاعلين، وعلى رأسهم الجامعة العمومية، التي تم تنظيم لقاء خاص برؤسائها للاستماع لمقترحاتهم حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وطنياً.
واختتمت الوزيرة بالتأكيد على أهمية الاستثمار في الذكاء الجماعي، من خلال تفعيل مشاركة 2000 خبير ومهني ومواطن في المناظرات الوطنية المقبلة، مؤكدة أن المغرب لا يطمح إلى استيراد حلول جاهزة، بل إلى بلورة رؤية وطنية ترتكز على المعطيات المحلية وتستثمر في قدرات المغاربة، بما يسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز ناشئ للذكاء الاصطناعي في المنطقة.
