شاركت المملكة المغربية في احتفالات الذكرى العشرين لاعتماد اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، يوم الجمعة بمقرها الرئيسي في العاصمة الفرنسية باريس. وجاءت هذه المشاركة بطلب من المجموعة العربية داخل المنظمة، التي اختارت المغرب ممثلاً لها في الفقرات الفنية لهذه المناسبة الدولية البارزة.
وقدّم الوفد المغربي، ممثلاً في مجموعة “تخت التراث” للموسيقى المعاصرة، عرضًا فنياً متميزاً احتفى بعمق الإرث الموسيقي المغربي، عبر تأدية مقطوعتين تاريخيتين للراحلين عبد القادر الراشدي والجيلالي بلمهدي، وهما “فرحة ورزازات” و”رقصة الأطلس”، اللتان تجسدان جماليات الموسيقى المغربية الأصيلة وتنوعها النغمي الفريد، في انسجام مع روح الاتفاقية التي تكرّس احترام التنوع الثقافي والهوية الوطنية.
إلى جانب العرض الموسيقي، زين الفنان التشكيلي المغربي المقيم في فرنسا، نور الدين سماك، رواق المغرب بمعرض لوحات فنية عكست الثراء البصري والروحي للثقافة المغربية، مسلطًا الضوء على رموز التراث اللامادي، وهو ما لاقى إعجاب الحضور من ممثلي الدول والمنظمات الدولية.
في السياق ذاته، شارك المغرب في فعاليات اليوم الدولي للشاي، الذي يصادف 21 يونيو من كل عام، حيث قدم رواقاً يعكس كرم الضيافة المغربي، وتضمن تقديم الشاي الأخضر بالنعناع على الطريقة التقليدية، مصحوبًا بتشكيلة مختارة من الحلويات المغربية. وقد شكل هذا الرواق محطة جذب لزوار المعرض، مبرزًا فنون الطهي المغربي كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي غير المادي.
واعتبرت التمثيلية المغربية لدى اليونسكو أن هذه المشاركة المتعددة الأبعاد تأتي في سياق التزام المغرب الراسخ بمبادئ اتفاقية 2005، وتأكيداً على انخراطه النشط في صون التراث الثقافي وتعزيز التعاون الدولي لحماية التنوع الثقافي، في وقت تشارك فيه دول عديدة بثقافاتها الغنية في مثل هذه المحافل، من بينها الصين واليابان وتركيا وسريلانكا، ما يجعل من الحضور المغربي إضافة نوعية في خارطة الثقافة العالمية.