في إنجاز علمي لافت يعكس كفاءة العقل المغربي في الساحة الدولية، قادت العالمة المغربية مريم المعتمد فريقاً بحثياً أمريكياً إلى اكتشاف قمر جديد يدور حول كوكب أورانوس، لتسجل بذلك حضوراً نسائياً مغربياً متميزاً في واحد من أكثر ميادين البحث العلمي دقة وتعقيداً.
يندرج هذا الاكتشاف ضمن جهود بحثية متعددة التخصصات في علوم الفضاء والفلك، انطلقت من مختبرات متقدمة في الولايات المتحدة، حيث تشغل مريم المعتمد موقعاً بحثياً مرموقاً، وتعمل على تحليل بيانات المراصد البصرية والرقمية عالية الدقة، بالتعاون مع وكالات علمية دولية من بينها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”. وقد تمكن الفريق من رصد جسم سماوي صغير لم يكن معروفاً سابقاً، تبيّن بعد التحقق أنه قمر يدور في مدار منحرف بعيد حول أورانوس.
القمر الجديد، الذي لا يتجاوز قطره 8 كيلومترات، يُعتبر من الأجسام الصعبة الرصد نظراً لصغر حجمه وبعده الكبير عن الأرض، ما يجعل هذا الاكتشاف إضافة ثمينة إلى الفهم المتراكم حول هذا الكوكب الغازي الضخم، الذي لا يزال يحتفظ بكثير من الغموض، نظراً لقلة البعثات الفضائية التي استهدفته منذ مهمة “فوييجر 2” سنة 1986.
وقد رحبت الأوساط العلمية الأمريكية بهذا الإنجاز، واعتبرته دليلاً على الدور المتزايد الذي بات يلعبه الباحثون من خلفيات ثقافية متنوعة، في تعزيز البحث العلمي العالمي. كما أثنت على الكفاءة القيادية للباحثة المغربية، مشيرة إلى أن قيادة فريق علمي بهذا الحجم وفي مشروع بهذا التعقيد، هو تتويج لمسار علمي رصين، وتجسيد للثقة الأكاديمية التي تحظى بها مريم المعتمد في المحافل العلمية.
من جهتها، عبرت المعتمد عن فخرها بهذا الاكتشاف، مؤكدة أن العلم لا يعرف الحدود، وأن العقل المغربي قادر على المنافسة في أرفع المحافل، متى توفرت له الفرصة والبيئة العلمية المناسبة. كما أهدت هذا الإنجاز إلى “كل فتاة مغربية تحلم أن تكون في موقع ريادة علمية عالمية”، مؤكدة أن الأبحاث القادمة ستركز على تحليل طبيعة هذا القمر ومدى تأثيره على دينامية الكوكب وحلقاته المغناطيسية.
يرفع هذا الاكتشاف عدد الأقمار المعروفة حول أورانوس إلى 28 قمرًا، ويعزز من زخم المطالب العلمية الداعية إلى تخصيص بعثة فضائية جديدة إلى هذا الكوكب، خاصة في ظل الندرة الشديدة للبيانات الدقيقة عنه، مقارنة بالكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية. وهو ما يجعل اكتشاف القمر الجديد نقطة انطلاق نحو إعادة الاهتمام البحثي بكوكب أورانوس، الذي لطالما شكّل لغزاً في مجال علم الفلك الكوكبي.