أكد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزة الأرضية التي سُجلت صباح اليوم بجماعة تلات نيعقوب بإقليم الحوز، والتي بلغت قوتها 4,6 درجات على سلم ريشتر، تعد هزة “متوسطة” ولا تمثل خطراً كبيراً على البنية التحتية الحديثة، وإن كانت قد تؤثر على المباني القديمة والهشة.
وأوضح جبور أن هذه ليست المرة الأولى التي تُسجل فيها هزات مماثلة، مذكّراً بأن الأيام الأولى التي تلت فاجعة 8 شتنبر 2023 عرفت بدورها نشاطاً زلزالياً متكرراً. وأضاف أن ما أثار القلق لدى السكان هذه المرة هو توقيت الهزة المبكر، في حدود الرابعة و25 دقيقة صباحاً، ما أعاد إلى الأذهان مخاوف تكرار سيناريو الزلزال المدمر.
وأشار مدير المعهد إلى أن الهزة الرئيسية تسببت في ارتدادات أرضية أقل قوة لم يشعر بها معظم المواطنين، لافتاً إلى أن استمرار هذه الظاهرة يعكس أن الطبقات الأرضية في منطقة الزلزال لم تستعد بعد توازنها الطبيعي الكامل.
وبخصوص حصيلة النشاط الزلزالي منذ زلزال الأطلس الكبير، كشف جبور أن المغرب سجل ما لا يقل عن 20 ألف هزة أرضية متفاوتة القوة والانتشار، منها حوالي 10 آلاف هزة خلال السنة الأولى فقط، ما يعكس استمرار دينامية جيولوجية نشطة في المنطقة.
ويؤكد خبراء الجيوفيزياء أن تكرار هذه الهزات الارتدادية يعد سلوكاً طبيعياً في أعقاب زلازل قوية، لكنه يستوجب يقظة دائمة، خاصة في المناطق التي تضم مباني قديمة أو غير مقاومة لمعايير البناء المضاد للزلازل.