في إطار الأنشطة الموازية لمهرجان القنيطرة في نسخته الأولى، تستعد المدينة لاحتضان عروض الفروسية التقليدية “التبوريدة” خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 24 غشت 2025، وذلك بساحة “أولاد وجيه”، بمشاركة 45 سربة تمثل مختلف جهات المملكة.
التبوريدة، أو “الفروسية التقليدية”، تعد من أبرز التعابير الثقافية المغربية التي تعكس عمق التراث الوطني وارتباطه الوثيق بتاريخ المقاومة والبطولة. وتتميز هذه العروض باستعراض جماعي للفرسان، يرتدون أزياء تقليدية موحدة، ويحملون بنادق “المكحلة”، وينفذون طلقات نارية متزامنة بدقة عالية، في مشهد جماعي يزاوج بين الجمالية الفنية والمهارة القتالية.
ويشكل تنظيم هذه التظاهرة في القنيطرة لحظة بارزة لإحياء هذا الموروث الذي أدرجته منظمة اليونسكو سنة 2021 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. إذ لا تقتصر التبوريدة على كونها فرجة شعبية فحسب، بل هي أيضًا ممارسة رمزية تستحضر قيم الشجاعة والانضباط والارتباط بالأرض.
وتسعى إدارة مهرجان القنيطرة، من خلال إدماج هذا الفن التراثي في برنامج الدورة الأولى، إلى تثمين الموروث الثقافي المغربي الأصيل، وإتاحة الفرصة لجمهور المدينة وزوارها للتعرف عن قرب على هذه الفنون الشعبية، بما يعزز من مكانة القنيطرة كفضاء يحتضن التنوع والإبداع.
ومن المنتظر أن تشهد هذه العروض إقبالًا جماهيريًا واسعًا، خاصة وأن التبوريدة تمثل أحد أكثر الفنون الشعبية المحببة لدى المغاربة، وتشكل فضاءً للتلاقي بين الأجيال، وتعبيرا حيًا عن استمرارية التقاليد في ظل التحولات المعاصرة.