Thursday, 7 August 2025
الاخبار مجتمع

الفاشر تواجه خطر المجاعة وسط حصار خانق وتأخر وصول المساعدات الإنسانية

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/9eah


تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في السودان، مع اقتراب خطر المجاعة الكاملة نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من عام، ومنع وصول المساعدات الغذائية إلى السكان المحاصرين، بحسب تحذيرات برنامج الأغذية العالمي.

ورغم التوسّع في نطاق العمليات داخل السودان، لم يتمكن البرنامج من إيصال أي مساعدات إلى الفاشر برًا منذ أكثر من 12 شهرًا، بسبب قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، التي أصبحت معزولة بشكل تام عن خطوط الإمداد. ويُقدّر أن 250 ألف شخص داخل المدينة يعتمدون فقط على الدعم النقدي الرقمي الذي يتيحه البرنامج، لشراء ما تبقى من سلع غذائية في الأسواق، لكن هذه المساعدات لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات المتزايدة.

“الجميع في الفاشر يخوض معركة يومية للبقاء على قيد الحياة، ومع استمرار الحصار واستنزاف الموارد، فإن خطر الموت جوعًا يهدد آلاف الأرواح”، هكذا صرح إريك بيرديسون، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب وشرق أفريقيا.

تضخم الأسعار ونفاد الطعام

مع إغلاق خطوط التجارة، قفزت أسعار المواد الغذائية الأساسية في الفاشر بنسبة 460% مقارنة بباقي أنحاء السودان، بينما انهارت البنى التحتية للأسواق والعيادات، ولم تعد المطابخ الخيرية (التكايا) قادرة على العمل سوى بأعداد محدودة جدًا.

وتُظهر تقارير ميدانية أن بعض العائلات لجأت إلى تناول أعلاف الحيوانات ومخلفات الطعام للبقاء على قيد الحياة، في حين تصاعدت حالات العنف والنهب والاعتداءات الجنسية، وفق شهادات نازحين فرّوا من المدينة.

من هؤلاء الطفلة سندس (8 أعوام)، التي قالت:

“في الفاشر لا يوجد سوى الجوع والقنابل. لذلك غادرنا”.

وقد نزحت سندس برفقة عائلتها إلى مدينة طويلة، لتنضم إلى نحو 400 ألف شخص يتلقون حالياً مساعدات من برنامج الأغذية العالمي في المناطق المجاورة.

مساعدات معلقة بانتظار المرور الآمن

اعتبارًا من 1 أغسطس/آب، حصل البرنامج على تصاريح رسمية لقافلة مساعدات متجهة إلى الفاشر، لكن قوات الدعم السريع، التي تفرض الحصار، لم تعلن موافقتها على وقف إطلاق النار أو تأمين الممرات الإنسانية. وسبق أن تعرضت قافلة إنسانية في يونيو/حزيران لهجوم أسفر عن مقتل خمسة موظفين من البرنامج واليونيسف.

وأكدت كورين فلايشر، مديرة سلسلة الإمداد في برنامج الأغذية العالمي:

“لدينا الشاحنات والمواد الغذائية جاهزة. ما نحتاجه الآن هو ضمانات عبور آمن. لا يمكننا ترك الناس يموتون جوعًا خلف الحصار”.

احتياجات عاجلة

يحتاج البرنامج إلى 645 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لضمان استمرارية المساعدات الغذائية والنقدية، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار، الذي سيزيد من صعوبة الوصول إلى دارفور، وقد يُقوّض أي تقدم تحقق مؤخرًا في مناطق أخرى.

حتى اللحظة، تصل المساعدات الغذائية إلى أكثر من 4 ملايين شخص شهريًا، بينهم 1.7 مليون في مناطق تأكد فيها خطر المجاعة، إضافة إلى 600 ألف امرأة وطفل يتلقون الدعم الغذائي في السودان، لكن دون فتح ممر إنساني إلى الفاشر، يبقى عشرات الآلاف مهددين بالموت الوشيك.

The short URL of the present article is: https://gmedianews.ma/9eah

Kaza Aziz

About Author

صحفي مهني مستشار تربوي باحث في سوسيولوجيا التنمية المحلية وسيط اجتماعي مكون في تقنيات التدبير والتسيير المقاولاتي

اترك تعليقاً

اشترك معنا

    ننطلق من إيمان عميق بأن البيئة ليست مجرد إطار خارجي لحياتنا، بل هي امتداد لصحتنا النفسية والجسدية،

    جريدة إلكترونية مغربية شاملة، متخصصة في قضايا الفلاحة، التنمية القروية، البيئة… وكل ما يربط الإنسان بالأرض والطبيعة من حوله.

    Gmedianews @2023. All Rights Reserved.