أكد رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أن قوة المؤسسات التمثيلية لا تُقاس فقط بقدرتها على إنتاج القوانين، بل أيضًا بانفتاحها على الفكر العلمي وتفاعلها مع المجتمع كموضوع للنقاش العقلاني والتحليل المعرفي.
وفي كلمة له خلال حفل تسليم الجائزة الوطنية للأبحاث والدراسات حول العمل البرلماني، شدد الطالبي العلمي على أن هذه المبادرة، التي تنعقد لأول مرة بمبادرة مشتركة من مجلسي البرلمان، تُجسد إرادة قوية للانفتاح على الجامعة وإشراكها في التفكير في قضايا الممارسة البرلمانية.
وأضاف رئيس المجلس أن البرلمان يجب أن يتحول إلى فضاء للحوار والتفكير متعدد الحقول، تتلاقى فيه السياسة بالفكر، ويتقاطع فيه القرار السياسي مع المعرفة الأكاديمية، داعياً إلى جعل البحث العلمي مرجعية في تطوير الأداء البرلماني.
وفي سياق حديثه عن الديمقراطية، أوضح العلمي أن هذه الأخيرة لا تُبنى فقط عبر القوانين الانتخابية، وإنما كذلك من خلال مدى قدرة المؤسسات على الاستماع للمعرفة العلمية والاستفادة من مخرجات البحث الرصين، مشيراً إلى نماذج فكرية مرجعية مثل هابرماس، بوبر، ميل، ونانسي فريزر، التي تبرز أهمية النقاش العقلاني في تعزيز الأداء المؤسساتي.
