في لحظة كانت من المفترض أن تكون بريئة ومفعمة بضحكات الطفولة، تحوّلت حياة هلا أبو دهليز، الطفلة الفلسطينية ذات الاثني عشر عامًا، إلى كابوس دائم، بعد أن استهدفت غارة جوية محيط خيمتها في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بينما كانت تلعب رفقة أطفال آخرين.
الغارة، التي لم تميز بين طفل أو بالغ، مزقت جسد هلا بجروح بالغة، وأفقدتها شعرها بالكامل نتيجة الحروق التي لحقت برأسها، وسط ذهول أهلها الذين هرعوا لإنقاذها وسط الدمار والغبار والصراخ. هلا اليوم لا تحتاج فقط إلى تضميد جراحها، بل إلى معجزة طبية تخرجها من قطاع غزة، حيث المستشفيات المثقلة بالحرب لا تملك الموارد الكافية لعلاج حالتها المعقدة.
رغم المناشدات التي أطلقتها عائلتها وجمعيات إنسانية متعددة، لا تزال المعابر مغلقة أمام الحالات الحرجة، مما يفاقم من معاناة الطفلة التي تئن يوميًا من الألم، في خيمة لا تقي من الحرارة ولا من البرد، وفي ظل غياب تام للأدوية المتخصصة أو العلاج النفسي الذي تحتاجه طفلة في مثل عمرها.
حالة هلا ليست الوحيدة، لكنها تجسد معاناة آلاف الأطفال في غزة الذين دفعوا ثمن حرب لا يفهمون أسبابها. أطفال حُرموا من أبسط حقوقهم في اللعب، في الأمن، في الصحة، وفي الحياة. ومع كل يوم يمرّ دون تدخل دولي جاد لفتح المعابر أمام الحالات الإنسانية، تتقلص فرص هلا في النجاة، ومعها تفقد الإنسانية جزءًا من ضميرها.