تمكنت فرق الإطفاء، بعد ظهر مساء الأربعاء، من السيطرة على حريق غابوي اندلع بغابة “ثاندا إفران” التابعة للجماعة الترابية ازمورن بإقليم الحسيمة. وبفضل التدخل العاجل والمنسق بين مختلف الأجهزة، تم تحويط بؤر النيران بشكل فعال ومنع امتداد ألسنة اللهب إلى التجمعات السكنية المجاورة، في واحدة من أبرز عمليات الإطفاء الناجحة بالمنطقة خلال هذا الموسم الحار.
حسب تصريحات محمد بابي، رئيس دائرة تنمية الموارد الغابوية بالحسيمة، أتى الحريق على نحو 3.7 هكتارات من الغطاء الغابوي، منها **2.2 هكتار تابعة للملك الغابوي العمومي. الغطاء المتضرر يتكون بالأساس من أشجار الصنوبر الحلبي، إضافة إلى أصناف نباتية محلية مثل “الديس” و”الدوم”، وهي نباتات قابلة للاشتعال وسريعة الاحتراق في ظروف الطقس الحار والجاف.
شهدت فرق التدخل صعوبات ملحوظة بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة، ما زاد من تعقيد عمليات الإطفاء. غير أن الخبرة الميدانية والتنسيق المحكم بين عناصر الوقاية المدنية، القوات المسلحة الملكية، الدرك الملكي، المياه والغابات، والقوات المساعدة، مكنت من تطويق الحريق بشكل شبه كلي بحلول الساعة التاسعة مساء.
ساهمت تجهيزات لوجستية نوعية في دعم جهود فرق الإطفاء، أبرزها شاحنات صهريجية مخصصة لنقل المياه، عربات التدخل الأولي، ومعدات يدوية دقيقة لإخماد بقايا الجمر ومنع عودة النيران للاشتعال. هذه الوسائل، إضافة إلى العنصر البشري المدرب، شكّلت جبهة موحدة لاحتواء الحريق في ظرف زمني قياسي.
ورغم السيطرة على الحريق، تطرح هذه الحوادث المتكررة إشكاليات تتعلق بالوقاية والتدخل الاستباقي، لا سيما في ظل التغيرات المناخية والحرارة المفرطة التي تشهدها مناطق الشمال. ودعت فعاليات بيئية محلية إلى اعتماد استراتيجية وطنية صارمة لحماية الغابات تشمل الرصد المبكر، وتوسيع الغطاء النباتي المقاوم للنيران، وتوعية الساكنة المحلية بمخاطر الإهمال والتدخلات البشرية غير المحسوبة.
و وفق تقرير للمديرية العامة للوقاية المدنية بالمغرب، فإن أكثر من 400 حريق غابوي تم تسجيله بالمملكة خلال الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2025، أتت على ما يزيد عن 2,800 هكتار، معظمها بسبب عوامل بشرية.
ويذكر أن المغرب يعتمد بشكل متزايد على طائرات “كنادير” الكندية الصنع لمكافحة الحرائق الكبرى، وقد أثبتت فعاليتها في مناطق الريف والأطلس.
