في خطوة أثارت اهتمام المراقبين، أقدمت السلطات الإسبانية خلال الساعات الأخيرة على إزالة علمها الوطني من جزيرتي النكور وباديس، الواقعتين قبالة سواحل مدينة الحسيمة شمال المغرب.
القرار، الذي لم يصدر بشأنه أي توضيح رسمي حتى الآن من قبل مدريد، يأتي في ظرف إقليمي حساس، ويُعيد إلى الواجهة ملف الجزر المحتلة شمال المملكة، خاصة في ظل تجدد النقاش حول السيادة المغربية على هذه الأراضي، التي ما تزال تحت الإدارة العسكرية الإسبانية منذ عقود.
وتُعد جزيرتا النكور وباديس من بين آخر الجيوب التي لا تزال إسبانيا تحتفظ بها في المياه الإقليمية المغربية، إلى جانب جزيرة ليلى وصخرة الحسيمة، ما يشكل ملفاً شائكاً في العلاقات الثنائية، خصوصاً مع تصاعد الدعوات المغربية الرسمية والشعبية إلى إنهاء هذا الوضع الاستعماري.
ورغم أن إزالة الأعلام لا تعني بالضرورة تغييرًا في الوضع القانوني أو العسكري للجزيرتين، إلا أن الخطوة تُقرأ من طرف بعض المحللين على أنها مؤشر على تحولات في المقاربة الإسبانية لهذا الملف، وربما محاولة لخفض التوترات أو إعادة تقييم الوجود الرمزي في هذه المناطق المتنازع عليها.
الجدير بالذكر أن هذه الجزر غير مأهولة بالسكان، وتخضع لحراسة مشددة من القوات الإسبانية، فيما تعتبرها الرباط أراضي مغربية تخضع لاحتلال غير شرعي، وتطالب باسترجاعها في إطار احترام سيادة المملكة ووحدتها الترابية.