في أجواء مؤثرة خيم عليها الحزن، وصل ناصر الزفزافي، المحكوم بعشرين سنة سجنا على خلفية أحداث ما يعرف بـ“حراك الريف”، إلى مدينة الحسيمة يوم الأربعاء، للمشاركة في تشييع جثمان والده أحمد الزفزافي، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وجرى نقل الزفزافي من سجن طنجة 2 إلى الحسيمة في مبادرة إنسانية، مكنت السجين من إلقاء النظرة الأخيرة على والده وتلقي التعازي من الأهل وأبناء الحي، وهي الخطوة التي لقيت إشادة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وفعاليات حقوقية ومدنية، معتبرين أنها بادرة تعكس بعداً إنسانياً في التعامل مع السجناء في لحظات الفقد والفجيعة.
وقد وثقت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل حضور الزفزافي وسط المعزين، حيث ظهر محاطاً بأفراد عائلته وجيرانه، في لحظة وداع أب ترك بصمة قوية في مسيرة ابنه وفي مسار الحراك الذي عرفته المنطقة سنة 2017.
وكانت السلطات قد سمحت في وقت سابق للزفزافي بزيارة والده أثناء فترة مرضه، وهو ما اعتبر خطوة إنسانية لاقت تجاوباً إيجابياً من الشارع المغربي. ومع وفاة الأب، عادت مطالب عدد من النشطاء للواجهة، حيث يجددون الدعوة إلى طي صفحة هذا الملف عبر إصدار عفو ملكي يشمل الزفزافي ورفاقه، بما يفتح الباب أمام مصالحة شاملة ويضع حداً لملف طالما أثار جدلاً في الساحة الوطنية.