أصدرت المحكمة الزجرية الابتدائية ببرشيد، اليوم الأربعاء، حُكمًا تاريخيًا في قضية دهس الطفلة غيثة على شاطئ سيدي رحال: 10 أشهر حبْس نافذ للمتهم، بالإضافة إلى تعويض مالي قدره 40 مليون سنتيم لصالح الطفلة وأسرتها. القضية أثارت اهتمامًا واسعًا على مستوى المجتمع والمدنيين.
جاء قرار المحكمة بعد حادث مأساوي تعرّضت له الطفلة غيثة، عندما فقد شاب السيطرة على سيارة رباعية الدفع يجرّ بها “جيتسكي” على الرمال، ودهس الطفلة وسط ذهول الحاضرين. وأسفر الحادث عن إصابات خطيرة على مستوى الرأس والجمجمة، تطلبت تدخلًا جراحيًا عاجلاً.
تفاعل واسع سجل على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #العدالة_لغيثة، حيث طالب المغاربة بإنزال العقوبات الرادعة، إلى جانب تدخل جمعيات مدنية مثل “ما تقيش ولدي” للدفاع عن حقوق الضحايا. ولم تغب المخاوف من غياب السلامة في الشواطئ العمومية، ما دفع النشطاء للمطالبة بمراجعة القوانين وتنظيم دخول المركبات للفضاءات الترفيهية.
خلال الجلسات، قدّم دفاع المتهم دفوعًا شكلية وعبّر عن أن الحادث كان محض قضاء وقدر، وأن المتهم تصرّف بمسؤولية بعد نقل الطفلة إلى المصحة. من جهته، رأى دفاع الضحية أن الواقعة تندرج ضمن أفعال إرهابية عمدية، مطالبًا بإعادة تكييف التهم جنائيًا وضمان حكم رادع.
تحولت قضية الطفلة غيثة من حادث محلي إلى ملف رأي عام وطني، إذ يُنظر إلى الحكم باعتباره رسالة واضحة حول ضرورة حماية الأطفال وفرض احترام القانون، ولافتتاح نقاش عمومي حول أمن الفضاءات العمومية خلال الطقس الصيفي.