في آخر خطاب له، لجأ زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى لهجة تصعيدية خطيرة، مُشيدًا بما وصفه بـ”نضالات جماهير انتفاضة الاستقلال” في مدن مغربية وجامعات، في إشارة إلى محاولات زرع التوتر والفوضى داخل النسيج الوطني المغربي. ويأتي هذا التوجه في سياق تراجع الزخم الدولي لأطروحتهم الانفصالية، وتآكل شرعيتهم داخل المخيمات.
خبراء في قضايا الصحراء المغربية أكدوا أن البوليساريو، بعجزها عن التأثير الميداني، تسعى لاستغلال الفضاءات الجامعية كمجال بديل لتمرير خطاباتها. إذ تعمل على تسلل عناصر من داخل اتحاد الطلبة الصحراويين لاستفزاز الفوضى تحت غطاء العمل النقابي، مستهدفة جامعات كابن زهر بأكادير، حيث تم توثيق مشاركاتهم في دورات تدريبية عسكرية داخل الجزائر.
محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، شدد على أن الإشارة إلى مناطق مثل درعة ووادي نون في خطاب غالي، تفضح تناقضات الجبهة. فهي تُقر ضمنيًا بوحدة المجال الترابي المغربي، وتُظهر أن المشروع الانفصالي لا يملك أطروحة سياسية متماسكة، بل مجرد أداة تخدم أجندات الجزائر في زعزعة استقرار المغرب.
من جهته أوضح البراق شادي عبد السلام، الخبير في إدارة الأزمات، أن الطلبة المعنيين يحصلون على تدريبات في مخيمات تندوف، بإشراف مباشر من ضباط جزائريين. في المقابل، يستفيدون من خدمات سخية تقدمها الدولة المغربية، تشمل النقل والمنح والإيواء، ما يجعلهم “حصان طروادة” فعّالاً لتطبيق أجندات انفصالية تحت غطاء أكاديمي زائف.
المعطيات المتوفرة تكشف عن توظيف البوليساريو للطلبة في مهام تتجاوز العمل النقابي، تشمل تهديد تنظيم الامتحانات وفرض تسجيلات غير قانونية. هذا الأمر يبرز أهمية الحذر في التعامل مع هذه الاختراقات، وتحصين الجامعة المغربية من أي استغلال خارجي، للحفاظ على حيادها كفضاء علمي لا مجال فيه للتنظيمات ذات الأجندات التخريبية.
