في ختام قمة البريكس 2025 في ريو دي جانيرو، وجه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا انتقادات لاذعة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا تهديده بفرض رسوم جمركية على دول البريكس بأنه “غير مسؤول ويدل على عقلية إمبراطورية قديمة”.
وقال “لولا” خلال كلمته الختامية: “العالم لم يعد كما كان. لا نحتاج إلى إمبراطور يُملي علينا كيف ننظّم اقتصادنا”. جاءت تصريحاته بعد ساعات من تهديد ترامب بفرض رسوم بنسبة 10% على الدول التي تتبنى ما وصفه بـ”مواقف مناهضة لأمريكا”.
و أكد ترامب، في رسالته مساء الأحد، عزمه تسريع إبرام اتفاقيات ثنائية تخدم مصالح الولايات المتحدة قبل 9 يوليو. لكنه لم يجد في قادة البريكس من يتجاوب، بل على العكس، جاءت الردود حاسمة.
وقال لولا، نقلًا عن وكالة “رويترز”: “نحن نبحث عن نموذج اقتصادي جديد لا يُخضعنا لقواعد فرضها الغرب لعقود. وربما هذا هو ما يُقلق البعض”. وأضاف: “إذا أراد البعض معاقبتنا على رغبتنا في الاستقلال الاقتصادي، فليعلموا أن العالم متعدد الأقطاب لم يعد احتمالًا، بل واقعًا”.
مصادر أمريكية أشارت إلى أن التهديد بفرض الرسوم قد لا يُنفّذ فورًا، لكنه يظل سيفًا مُسلّطًا، يمكن استخدامه إذا تحركت دول البريكس في اتجاه سياسات تعتبرها واشنطن “مناهضة”.
أعاد لولا التأكيد على دعوته لإنهاء التبعية للدولار في التبادل التجاري، وقال: “من غير المنطقي أن تمر كل علاقة تجارية بين بلدين عبر الدولار. يجب أن نبحث عن طرق بديلة… ببطء، وبالتنسيق بين البنوك المركزية”.
هذا التوجه دفع البريكس إلى التخفيف من الحديث عن مشروع “العملة الموحدة”، الذي تم تداوله العام الماضي، وسط تصعيد أمريكي، أبرزُه تهديد ترامب السابق بفرض “رسوم بنسبة 100%” على أي محاولة لتقويض مركز الدولار العالمي.
رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا اختار نبرة أقل حدة، قائلاً إن البريكس “لا تنافس أحدًا” بل تسعى لـ”نظام تجاري منصف”. في حين شددت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، على أن “استخدام الرسوم كوسيلة ضغط لا يخدم أحدًا”، وأكدت التزام بكين بـ”التعاون القائم على الربح المتبادل”.
أما روسيا، فذكّرت بأن رؤية البريكس “لا تستهدف أحدًا”، بل تهدف إلى بناء نظام دولي أكثر توازنًا وعدالة.
في بيان ختامي غير مباشر، عبّرت دول البريكس، بما فيها الهند، عن قلقها من “تصاعد السياسات الحمائية وفرض الرسوم بطريقة تتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية”، دون أن تُسمي الولايات المتحدة مباشرة.