تستعد مدينة سبتة المحتلة لاستقبال حدث تاريخي يتمثل في أول زيارة لولية العهد الإسباني، الأميرة ليونور دي بوربون، وذلك في إطار برنامجها التدريبي العسكري ضمن صفوف البحرية الإسبانية. هذه الزيارة، التي تأتي على متن الفرقاطة العسكرية “بلاس دي ليوز”، تكتسب أهمية رمزية كبيرة رغم طابعها الفني غير الرسمي.

من المقرر أن تصل الفرقاطة “بلاس دي ليوز” إلى ميناء سبتة المحتلة يوم السبت الموافق 21 يونيو 2025، حيث ستمكث لمدة 48 ساعة قبل أن تغادر يوم الإثنين 23 يونيو 2025، وفقًا لما أوردته صحيفة “إلموندو” الإسبانية. وتعتبر وسائل الإعلام الإسبانية، ومنها صحيفة “إل فارو”، أن وجود الأميرة في هذه المدينة ذات الحضور العسكري القوي والأهمية الاستراتيجية الكبيرة يمثل حدثًا رمزيًا بالغ الأهمية، حتى وإن كانت الزيارة مجرد محطة فنية ضمن برنامج التدريب البحري للأميرة.

بدأت الأميرة ليونور مهمتها التدريبية على متن الفرقاطة يوم السبت 14 يونيو 2025 من جزر الكناري، قبالة السواحل الجنوبية للمغرب. وستستمر هذه المهمة حتى يوم الخميس 3 يوليو 2025، حيث تشارك الأميرة إلى جانب طاقم مكون من 210 أفراد، من بينهم خمسة طلاب آخرين من الأكاديمية البحرية العسكرية في مارين.

يولي الإعلام المحلي في سبتة اهتمامًا خاصًا لهذه الزيارة، معتبرًا إياها لحظة فارقة للمدينة التي تستقبل ولية العهد الإسباني لأول مرة. وتصف صحيفة “إل فارو” هذه المرحلة بأنها “حاسمة” في المسيرة التدريبية للأميرة، على الرغم من أن التوقف سيكون قصيرًا وخاليًا من الأنشطة الرسمية.

تأتي زيارة سبتة في خضم برنامج تدريبي مكثف للفرقاطة “بلاس دي ليوز”. فقبل وصولها إلى المدينة، ستشارك الفرقاطة في المناورة العسكرية “Sinkex25″، إلى جانب 12 فرقاطة أخرى و16 طائرة. تتضمن هذه المناورات أكثر من مائة تمرين يركز على القتال عالي الكثافة، بما في ذلك الحرب تحت الماء، وعلى السطح، والمضادة للطائرات. كما ستُجرى مراحل الذخيرة الحية في 15 و16 يونيو.

وفي هذا السياق، أشار نائب الأدميرال خوان باوتيستا بيريث-بويغ، وفقًا لصحيفة “إلموندو”، إلى أن “هذه المناورة متقدمة جدًا لاختبار قدرات البحرية في سيناريوهات عالية الكثافة”. وستشهد المناورة مشاركة طائرات “هارير” و”إف-18″ و”C16″، بالإضافة إلى صواريخ “هاربون” وطوربيدات من الغواصة “إس-81 إسحق بيرال”.

عقب انتهاء مناورات “Sinkex25″، ستبدأ البحرية الإسبانية مناورة “ديدالو 25.2″، التي تحاكي عملية ردع. وخلال هذه المناورة، ستعبر عدة سفن، من بينها حاملة الطائرات “خوان كارلوس الأول” والفرقاطة “بلاس دي ليوز”، مضيق جبل طارق، وستتوقف في سبتة، بينما ستتوقف السفينتان “كانتابريا” و”غاليسيا” في ملقة.

تتعاون البحرية الإسبانية في إطار هذه المناورات مع كل من فرنسا وإيطاليا والبرتغال ضمن مناورة حلف الناتو “Neptune Strike 25-2″، وهي عملية تهدف إلى ضمان حرية الملاحة في المياه الأوروبية. ومن المتوقع أن تختتم رحلة الأميرة، التي بدأت من جزر الكناري مرورًا بسبتة، في مدينة خيخون، حيث ستنضم هناك إلى السفينة “خوان سباستيان دي إلكانو”، قبل أن ينتهي تدريبها في 13 يوليو بمدينة مارين.