في عملية أمنية نوعية نُفذت خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة 27 يونيو، تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مجالات متعددة من الجرائم الخطيرة، تشمل النصب والاحتيال، السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وحيازة وترويج مخدر الكوكايين. وقد تم خلال هذه العملية توقيف أربعة مشتبه فيهم، يُشتبه في انتمائهم إلى هذه الشبكة التي كانت تستهدف ضحاياها بطرق احتيالية محكمة.
تفاصيل القضية كشفت عن سيناريو نصب مُحكم تم من خلال استدراج الضحية عبر محادثات على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد إقناعه بإجراء صفقة كبيرة تتعلق بشراء كمية من العملات المشفرة. وما إن وقع الضحية في الفخ حتى تم استدراجه إلى مكان منعزل على متن سيارة خفيفة في ضواحي طنجة، حيث تم احتجازه وسلبه متعلقاته الشخصية ومبلغاً مالياً كبيراً تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
الأبحاث الأمنية والتحريات الدقيقة مكنت من تحديد هوية جميع المتورطين وتوقيفهم بسرعة، حيث تم حجز السيارة المستعملة في الجريمة، إلى جانب سلاح أبيض وهواتف محمولة يشتبه في كونها من متحصلات عمليات سابقة. كما أسفرت عمليات التفتيش عن العثور على ميزانين إلكترونيين، كمية من الكوكايين، وجزء كبير من المبلغ المالي الذي تم الاستيلاء عليه خلال عملية النصب.
تم إخضاع المشتبه فيهم الأربعة لتحقيق قضائي بإشراف النيابة العامة المختصة، في انتظار الكشف عن باقي خيوط القضية. ويهدف هذا التحقيق إلى تحديد ملابسات الجرائم المرتكبة، وتعميق البحث لمعرفة ما إذا كان المتهمون مرتبطين بشبكات إجرامية أخرى، وطنية أو عابرة للحدود، خصوصاً في ظل استعمال وسائل رقمية حديثة كوسيلة للنصب.
تشهد الجرائم الرقمية والاحتيال باستعمال العملات المشفرة تزايداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، ما يستدعي يقظة متزايدة من المواطنين، خصوصاً فيما يتعلق بالتعاملات الافتراضية غير المؤطرة قانونياً. وتأتي هذه العملية في إطار الاستراتيجية الأمنية التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب، والتي تهدف إلى مكافحة الجريمة المنظمة وتجفيف منابع الشبكات الخطيرة، سواء المرتبطة بتجارة المخدرات أو النصب الإلكتروني.