في إنجاز علمي جديد يسلط الضوء على التاريخ الطبيعي للمغرب، كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف نوع جديد من الديناصورات البحرية في مناجم الفوسفاط بمنطقة سيدي شنان قرب خريبكة. هذا النوع، الذي أطلق عليه اسم “كارينودونش أكرودون” (Carinodens acrodon)، ينتمي إلى فصيلة الموزاصورات التي كانت تهيمن على المحيطات خلال العصر الطباشيري.
التفاصيل العلمية:
وفقًا لورقة بحثية نُشرت في مجلة دايفرسيتي العلمية، يعود الاكتشاف إلى أواخر العصر الطباشيري. الحفرية المكتشفة تضمنت فكين علوي وسفلي محفوظين بشكل جيد، مما يجعلها العينة الأكثر اكتمالاً التي تم توثيقها لهذا النوع.
هذا الاكتشاف يقدم رؤى جديدة حول النظام الغذائي للموزاصور وسلوكه البيئي، مشيرًا إلى تطور الزواحف البحرية لتتكيف مع مجموعة متنوعة من الفرائس البحرية. وقد أظهرت الدراسة أن أسنان Carinodens acrodon كانت مصممة لاصطياد فرائس صغيرة مثل الأسماك ورأسيات الأرجل، قبل أن تتطور أنواع لاحقة من الموزاصورات لتكتسب أسنانًا أكثر تعقيدًا وتنوعًا.
أهمية الاكتشاف:
يمثل هذا الاكتشاف إنجازًا كبيرًا في مجال الحفريات البحرية، حيث يفتح نافذة لفهم تطور الأنظمة البيئية البحرية القديمة، ويوضح كيف تمكنت الموزاصورات من الاستفادة من منافذ بيئية متنوعة للنجاح في بيئاتها.
كما أن هذه الحفرية تسلط الضوء على أهمية المغرب كموقع رئيسي للسجل الأحفوري العالمي، إذ يزخر بتنوع كبير من الحفريات التي تقدم رؤى قيّمة عن الحياة القديمة على كوكب الأرض.
يُعد اكتشاف Carinodens acrodon بمثابة خطوة هامة لفهم تنوع الحياة البحرية في العصر الطباشيري. ويؤكد العلماء أن المزيد من الاكتشافات المماثلة في المغرب قد تساهم بشكل أكبر في إعادة بناء صورة أكثر اكتمالًا للنظم البيئية البحرية القديمة.