نشرت صحيفة بيلد الألمانية تقريراً نقلت فيه ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي حول مقتل “إرهابي” كان يعمل متخفياً بصفة صحفي في قطاع غزة، مدعية أنه قيادي في حركة حماس ويستخدم غطاء العمل الإعلامي لتنفيذ مهام عسكرية.
لكن الحقيقة التي يرفض الاحتلال الاعتراف بها هي أن الشخص الذي استهدفته إسرائيل كان صحفياً يمارس عمله المهني في تغطية الأحداث داخل غزة، ولم يكن إرهابياً كما يصوره الاحتلال.
هذه المزاعم ليست سوى ذرائع مكررة تستخدمها إسرائيل لتبرير القصف المستمر للصحفيين ووسائل الإعلام في غزة، في محاولة لقمع حرية التعبير وإسكات أصوات الحقيقة.
الصحفيون في غزة هم شهود على المعاناة اليومية لشعب محاصر يعيش في ظل احتلال وظروف إنسانية صعبة، واستهدافهم بشكل ممنهج يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية التي تحمي الصحافة والصحفيين.
قناة الجزيرة وغيرها من المؤسسات الإعلامية نفت بشكل قاطع وجود أي ارتباط بين الصحفي المقتول وأية أنشطة إرهابية، مؤكدة أن من يطالهم الاستهداف هم من يمارسون مهامهم الإعلامية في نقل الواقع على الأرض.
إن الادعاءات التي تحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالصحفيين ليست إلا حرباً إعلامية موجهة ضد حرية الإعلام، وتمهيداً لجرائم الاحتلال بحق مدنيين عزل.
وفي ظل تصاعد العنف في غزة، تبقى حرية الصحافة حقاً إنسانياً يجب الدفاع عنه، والاعتداء على الصحفيين هو اعتداء على الحقيقة نفسها.