في موقف جديد يعكس توازنًا في الرؤية السياسية، أكد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أنه يدعم بشكل واضح موقف المغرب في حال وجود أي خلاف ثنائي مع إيران، رغم مساندته لها في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
وقال ابن كيران، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الجهوي الرابع لحزب العدالة والتنمية بمدينة فاس: “حين تكون هناك أزمة بين المغرب وإيران، أنا مع وطني أولاً وأخيراً”، مشددًا على أن الموقف المبدئي يتغير حين تكون إيران مستهدفة من قبل إسرائيل.
لا مستقبل لإسرائيل دون عدالة
وتحدث ابن كيران عن مستقبل إسرائيل في المنطقة قائلاً: “لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في المنطقة إذا لم تجد صيغة جديدة تقوم على العدل، والحق، والمحبة في التعامل مع شعوبها وجيرانها”.
واعتبر أن الرهان على اغتيالات في صفوف حزب الله أو حماس، أو ضرب المنشآت النووية الإيرانية، لن يمنح إسرائيل أي استقرار على المدى الطويل، مضيفاً: “لقد سبقهم إلى هذا النهج المغول والصليبيون والاستعمار الغربي.. ولم ينجحوا في البقاء رغم قوتهم، فكيف لإسرائيل أن تنجح؟”.
مع الأمة الإسلامية ضد العدوان
وفي حديثه عن الحرب الراهنة، أوضح ابن كيران أن إيران اليوم تخوض معركة ضد إسرائيل، وليس ضد المغرب. وأشار إلى أن من يدعم القضية الفلسطينية لا يُمكن مساواته بمن يمارس العدوان عليها، قائلاً: “نحن مع الأمة الإسلامية، ومع إيران حين تواجه إسرائيل، رغم ما لدينا من تحفظات على بعض مواقفها وممارساتها الداخلية”.
مظاهرات شعبية في الرباط ضد العدوان الإسرائيلي
تزامنت تصريحات ابن كيران مع مسيرة شعبية حاشدة شهدتها شوارع الرباط يوم الأحد 22 يونيو 2025، حيث تظاهر مئات المواطنين رفضًا للعدوان الإسرائيلي على إيران، وللحرب المتواصلة على غزة منذ أكثر من عشرين شهرًا.
وانطلقت المسيرة من باب الأحد، رافعة الأعلام الفلسطينية والشعارات الرافضة للحرب والتطبيع، ومن أبرز الهتافات التي صدحت بها حناجر المتظاهرين: “يكفينا من الحروب.. أمريكا عدوة الشعوب” و “الشعب يريد إسقاط التطبيع”.
مشاركة واسعة من الأحزاب والنقابات
وعرفت المسيرة حضور وجوه سياسية ونقابية وحقوقية بارزة، من عدة تيارات سياسية: حزب العدالة والتنمية، حزب التقدم والاشتراكية، حركة التوحيد والإصلاح، إلى جانب هيئات مدنية ونقابية كـ الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، النقابة الوطنية للتعليم العالي، منظمة التجديد الطلابي، وجمعيات مدنية داعمة للقضية الفلسطينية.
رفض شعبي واضح للتطبيع
وتأتي هذه المسيرة في سياق تنامي موجة الرفض الشعبي في المغرب لخيار التطبيع مع إسرائيل، وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وإيران، مما يعكس حالة وعي جديدة لدى قطاعات واسعة من المجتمع المغربي الرافضة للحرب والهيمنة الغربية في المنطقة.