كشفت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، الجمعة، عن تسجيل تلوّث إشعاعي داخل منشأة نطنز النووية، وذلك عقب الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف المنشأة فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025. وأكدت الهيئة أنه لم يتم رصد أي تسرّب إشعاعي خارج المنشأة، مشددة على أنه “لا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الحالي”، لكنها أشارت إلى أن العمل جارٍ على تنظيف المنشأة وتقييم الأضرار.
وقالت الهيئة في بيان رسمي: “نحتاج إلى عمليات تنظيف للإشعاعات داخل المنشأة، وسنبدأ بعدها تقييم حجم التأثيرات التقنية والأمنية للهجوم”.
من جانبه، صرّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن الوكالة تتابع التطورات في إيران “عن كثب”، واصفًا الوضع بأنه “مقلق للغاية”، وأكد أن مفاعل نطنز كان من المواقع المستهدفة. وأضاف أن التواصل قائم مع السلطات الإيرانية ومع مفتشي الوكالة على الأرض لمتابعة مستويات الإشعاع.
نطنز.. منشأة تحت الاستهداف المتكرر
تُعد منشأة نطنز الواقعة في محافظة أصفهان، على بعد نحو 220 كيلومترًا جنوب شرقي طهران، الركيزة الأساسية لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. وتبلغ مساحة المنشأة نحو 2.7 كيلومتر مربع، وتم تشييدها على عمق 8 أمتار تحت الأرض، معززة بجدران خرسانية سميكة ونظام دفاع جوي محكم.
وسبق للمنشأة أن تعرضت لسلسلة هجمات بين عامي 2010 و2021، شملت هجمات إلكترونية وتفجيرات وتخريبًا داخليًا، نُسبت جميعها إلى إسرائيل.
أهداف أخرى للهجوم
الهجوم الإسرائيلي لم يقتصر على نطنز، إذ أفادت تقارير إعلامية باستهداف مواقع نووية أخرى، بينها مركز أبحاث قرب مدينة تبريز شمال غربي البلاد. كما تم تأكيد سلامة مفاعل بوشهر النووي، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في المقابل، لا تزال أنباء استهداف منشأة “فوردو” الواقعة قرب مدينة قم غير مؤكدة، رغم تداول شائعات حول تعرضها للقصف.
تصعيد غير مسبوق
يأتي هذا التصعيد في وقت حرج تشهده المنطقة، وسط مخاوف دولية من انفجار الوضع، وتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية تهدف فقط إلى إعاقة البرنامج النووي الإيراني، أم تمثل بداية لمرحلة أوسع من المواجهة.