في إنجاز غير مسبوق على المستوى الوطني والإقليمي، أعلن فريق علمي مغربي عن نجاحه في إعادة برمجة خلايا دم بشرية إلى خلايا جذعية متعددة القدرات (iPSCs)، في سابقة علمية تفتح آفاقاً واسعة أمام الطب التجددي، والعلاج بالخلايا، والبحث في الأمراض المستعصية.
وقد تحقق هذا الإنجاز داخل مختبر التكنولوجيا الحيوية التابع لكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، من خلال مشروع علمي يقوده الباحث المغربي الدكتور نبيل سليم، بشراكة مع مركز البحث في التقنيات الحيوية الطبية والدوائية، وبدعم من عدد من الباحثين والأطباء المغاربة المتخصصين في طب الأورام والأمراض الوراثية.
تعتمد هذه التقنية الرائدة على أخذ خلايا دم عادية (مثل خلايا الدم البيضاء)، وإعادة “برمجتها” عبر إدخال عوامل وراثية تجعلها تعود إلى حالتها الجنينية الأولى، لتتحول إلى خلايا جذعية قادرة على التمايز إلى أي نوع من أنواع الخلايا الأخرى داخل جسم الإنسان، بما في ذلك خلايا القلب، والأعصاب، والكبد، والبنكرياس.
ويُعتبر هذا التحول العلمي ثورة في مجال العلاج الشخصي، إذ يمكن استخدام الخلايا الجذعية المستحثة من دم المريض ذاته لتوليد أنسجة أو أعضاء لعلاج أمراض مثل الزهايمر، والسكري، والسرطان، دون خطر رفض مناعي.
وقد أشار الفريق المغربي إلى أن هذه الخلايا الجذعية تمثل نموذجاً حيوياً مثالياً لاختبار الأدوية والسموم، وإجراء تجارب بيولوجية دقيقة دون الحاجة إلى تجارب على البشر أو الحيوانات، ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات مخصصة وآمنة وفعالة.
ويمثل نجاح المغرب في إنتاج هذا النوع من الخلايا بموارده الذاتية وإطاره الأكاديمي المحلي، خطوة نوعية في مسار الاستقلال البيوتكنولوجي، ويؤكد أن الكفاءات المغربية قادرة على الانخراط في الجيل الجديد من الطب الحيوي والبحث العلمي المتقدم، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو تقنيات العلاج بالخلايا.
وقد عبرت الأوساط العلمية الوطنية عن فخرها بهذا التقدم النوعي، داعية إلى تعزيز الاستثمار في البحث العلمي، وتوفير الدعم المالي والمؤسساتي للمختبرات المغربية، من أجل تثبيت المغرب كفاعل علمي إقليمي في مجال البيوتكنولوجيا والطب التجديدي.
