نددت منظمة “إفدي الدولية” لحقوق الإنسان بما وصفته بـ”الاختطاف التعسفي” الذي تعرضت له سفينة “مادلين”، فجر الاثنين 9 يونيو 2025، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه قطاع غزة، في إطار مهمة إنسانية نظمتها “لجنة أسطول الحرية” لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ سنوات.
وفي بيان رسمي، اعتبرت المنظمة أن ما وقع يمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقانون البحار”، مؤكدة أن احتجاز المتضامنين الدوليين وأفراد الطاقم تحت التهديد المسلح، يُعد عدوانًا غير مبرر على حرية الملاحة وحق الأفراد في السلامة الجسدية.
انتهاك للقانون الدولي وسط صمت دولي مقلق
وأضاف البيان أن هذا الهجوم يندرج ضمن سياسة ممنهجة من “الترهيب والقمع” تنتهجها إسرائيل لمنع إيصال الدعم الإنساني والنضالي إلى سكان غزة، في تحدٍ واضح للمواثيق الدولية التي تحمي المدنيين وتضمن حرية العمل الإنساني.
ودعت المنظمة الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، وجميع الهيئات الدولية ذات الصلة، إلى التحرك الفوري والضغط من أجل الإفراج عن المحتجزين وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية، مشددة على أن استمرار هذه الانتهاكات في ظل غياب المساءلة، يُشكل تهديدًا مباشرًا لمنظومة القوانين الإنسانية العالمية.
كما حذرت “إفدي” من أن “الصمت الدولي يمثل ضوءًا أخضر لتصعيد الانتهاكات بحق المدنيين والمتضامنين”، مؤكدة أن العدالة لا تتحقق إلا عبر محاسبة المعتدين ووضع حد للمعايير المزدوجة تجاه القضية الفلسطينية.
تفاصيل عملية الاقتحام: تحذيرات إسرائيلية، بث مباشر، ثم انقطاع
وكان “ائتلاف أسطول الحرية” قد أعلن عبر حسابه في تطبيق “تلغرام” أن الجيش الإسرائيلي اقتحم سفينة “مادلين”، واحتجز المتطوعين على متنها، موضحًا أن الاتصال انقطع بالكامل مع القارب عقب لحظة الاقتحام.
وبحسب بث مباشر وثّقه متضامنون قبل الاقتحام، فقد كانت زوارق حربية إسرائيلية تحيط بالسفينة، في حين طالبت القوات الإسرائيلية عبر مكبرات الصوت المتواجدين على متنها برفع أيديهم. كما أظهرت اللقطات تحليق طائرات مسيرة فوق السفينة، قامت بإلقاء سائل أبيض مجهول عليها، قبل تنفيذ عملية السيطرة.
وتأتي هذه العملية بعد ساعات من تصريحات إسرائيلية حذرت فيها من السماح لسفينة “مادلين” بالوصول إلى سواحل قطاع غزة، معتبرة إياها “محاولة غير قانونية” لكسر الحصار البحري المفروض منذ سنوات، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.
تصعيد مستمر ضد سفن كسر الحصار
ويُذكر أن الحادث ليس الأول من نوعه، إذ تعرضت سفينة “الضمير”، التابعة أيضًا للجنة الدولية لكسر الحصار، لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية يوم 2 ماي الماضي، أثناء محاولتها الوصول إلى غزة. وأسفر ذلك الهجوم عن ثقب في هيكل السفينة واندلاع حريق في مقدمتها، ما تسبب في توقف رحلتها.
نداءات عاجلة… والمجتمع الدولي في اختبار
تضع هذه التطورات المجتمع الدولي أمام اختبار جديد للالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، في وقت تتصاعد فيه التحركات الشعبية والدولية لدعم غزة وكسر الحصار الخانق عليها.
وتواصل منظمات إنسانية وحقوقية، إلى جانب ائتلافات دولية، الضغط من أجل إنهاء السياسات العقابية الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، معتبرة أن السكوت الدولي يُسهم في تمادي الانتهاكات، ويقوّض فرص الوصول إلى حل عادل وشامل للصراع.