أشرف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، يوم الأربعاء 16 يوليوز 2025، على الانطلاقة الرسمية لتشغيل شبكة الري الكبرى المرتبطة بسد قدوسة، خلال زيارة ميدانية لإقليم الرشيدية، بحضور والي جهة درعة تافيلالت وعدد من المسؤولين والشركاء في القطاع.

هذا المشروع الضخم، الذي انطلقت أشغاله سنة 2018، يُعدّ أحد أهم أوراش البنية التحتية الفلاحية في المنطقة، ويستهدف تطوير فلاحة مسقية حديثة ومستدامة، قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية، في إطار تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر”.

يرتكز المشروع على تعبئة مياه سطحية من سد قدوسة لتأمين الري على مساحة إجمالية تقدر بـ5000 هكتار، منها 825 هكتارًا من الواحات التقليدية، و4175 هكتارًا من التوسعات الفلاحية فوق أراضي الجموع. كما يسعى إلى ترشيد استهلاك المياه الجوفية، خاصة فرشة مسكي-بوذنيب، التي أُبرم بشأنها عقد تدبير تشاركي سنة 2023.

وتفيد معطيات وزارة الفلاحة أن المشروع سيمكن من تثمين نحو 30 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، باستخدام نظام الري الموضعي، ما سيساهم في رفع المردودية الفلاحية وضمان استقرار الساكنة المحلية.

بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع حوالي مليار درهم، بتمويل مشترك من الوكالة الفرنسية للتنمية (42%، منها 41% قرض و1% منحة)، وصندوق المناخ الأخضر (21%)، إضافة إلى مساهمة الدولة بنسبة 37%.

من المنتظر أن يستفيد من المشروع ما يقارب 16.600 نسمة، من ضمنهم سكان الواحات بجماعة واد النعام، و299 مشروعًا لفائدة ذوي الحقوق من أراضي الجموع، و37 مشروعًا لفائدة مستثمرين خواص. كما سيخلق المشروع أزيد من 3.6 ملايين يوم عمل خلال مرحلة الإنجاز، إلى جانب فرص شغل دائمة في القطاع.

ولتوسيع الأثر الاجتماعي للمشروع، تم تخصيص 30 مليون درهم لدعم 139 مبادرة لفائدة الشباب والتعاونيات والجمعيات المحلية، وذلك في إطار تشجيع الاقتصاد التضامني والاجتماعي.

وقد شملت الزيارة الوزارية عرضًا لمكونات المشروع، أبرزها قناة إمداد بطول 22.6 كيلومترًا، وشبكة توزيع تمتد على 127 كيلومترًا. كما تم تدشين السدود التحويلية وتزويد حوض “العمشان” بالمياه بسعة 12.000 متر مكعب.

كما تخللت الزيارة الوقوف على عدة استغلاليات فلاحية حديثة استفادت من نظام الري الجماعي، بالإضافة إلى إعطاء انطلاقة مشروع السقي بواحة الطاوس، الذي عرف تأهيل 43 كلم من السواقي، وحفر آبار وخطارات بكلفة إجمالية بلغت 62.74 مليون درهم.

في ختام الزيارة، تم إطلاق مشروع فلاحي نموذجي متخصص في إنتاج وتثمين التمور، يجسد نموذجًا لفلاحة واحية عصرية تراعي المعايير البيئية وتوفر فرصًا للتشغيل والدخل المستدام في المنطقة.