أعلنت الجمعية المغربية للاقتصاد الأخضر من أجل البيئة والعدالة المناخية عن إطلاق مشروع جديد يهدف إلى تعزيز الإدارة المتكاملة والتدبير المستدام للمحميات الطبيعية والمناطق الرطبة، وذلك في ظل التغيرات المناخية والتحديات البيئية والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
يأتي هذا المشروع، الذي يندرج في إطار تفعيل مقتضيات القانون الإطار 99-12 المتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة، وكذا قانون المناطق المحمية 07-22، بدعم من صندوق التمويل الأخضر العالمي (Global Greengrants Fund)، وبشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات، وجمعية أرفود للبيئة، والمركز الوطني للتربية البيئية بسيدي بليوط، وعدد من الهيئات والمؤسسات المحلية والجهوية.
ويهدف البرنامج إلى الحد من التأثيرات السلبية للتغير المناخي على المحميات والمناطق الرطبة، والتي تعاني من تهديدات بيئية واجتماعية متزايدة، أبرزها تراجع التنوع البيولوجي، ندرة المياه، والتوسع العمراني غير المنظم. كما يسعى المشروع إلى تسجيل محدودية الوعي البيئي لدى بعض الفئات السكانية المجاورة لهذه المناطق، مما يستدعي تعزيز القدرات المحلية وتكثيف الجهود التوعوية.
ويمتد تنفيذ المشروع بين 1 و30 يونيو الجاري، حيث سيتم تنظيم عدد من الورشات الميدانية، والاجتماعات التشاورية، والجولات الدراسية لفائدة الفاعلين المحليين، إضافة إلى أنشطة توعوية موجهة لفئات الشباب والنساء، وبرامج تدريبية حول تقنيات التكيف مع آثار التغير المناخي، وتدبير الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة.
كما يتضمن المشروع تنظيم حملات نظافة، وتنشيط شبكات جمعوية محلية لحماية المحميات، وإطلاق مبادرات بيئية ومرافعات مجتمعية لتوسيع الوعي البيئي وترسيخ مسؤولية جماعية تجاه حماية هذه المناطق الهشة.
ويستهدف المشروع ثلاثين فاعلاً بيئياً من مختلف المدن، خاصة من الرباط، سلا، والقنيطرة، عبر برنامج مكثف يشمل: جلسات تكوين، حوارات مجتمعية، حملات تحسيسية، إنتاج محتوى توعوي، وورشات بيئية تفاعلية، بهدف بلورة حلول ميدانية ومستدامة لمواجهة التغير المناخي وضمان استمرارية المحميات الطبيعية والمناطق الرطبة.
وأكد حمزة ودغيري، رئيس الجمعية المغربية للاقتصاد الأخضر من أجل البيئة و العدالة المناخية، أن هذه المبادرة تأتي في سياق وطني ودولي يفرض تحركًا عاجلًا لحماية ما تبقى من الثروات الطبيعية الهشة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين من أجل بيئة سليمة ومستقبل مستدام.
