أطلقت مدينة السمارة، الواقعة جنوب المملكة المغربية، سلسلة مشاريع حيوية تروم تأهيل مطارها المدني وتهيئته لاحتضان حركة الملاحة الجوية الوطنية، في خطوة يُرتقب أن تشكل نقلة نوعية في البنية التحتية للنقل الجوي بالصحراء المغربية، وتعزز من جاذبية المدينة كوجهة اقتصادية وسياحية ناشئة.
وتتوزع هذه المشاريع على تدخلات متعددة تشمل البنية اللوجستيكية، والتأهيل الأمني، والتجهيز البيئي. ويأتي في مقدمة هذه الأشغال مشروع تهيئة موقف للسيارات عند مدخل المطار، بتمويل من جماعة السمارة وبكلفة مالية تبلغ 367.098 درهماً، مع تحديد أجل إنجاز لا يتعدى شهرين. كما تم اعتماد مشروع لإحداث نقطة تفتيش خاصة بعناصر الدرك الملكي، ستشيد على مساحة 115 متراً مربعاً، بكلفة مالية تناهز 350 ألف درهم، وبمدة إنجاز تمتد لثلاثة أشهر.
وفي بُعد بيئي استراتيجي، تقرر ربط المطار بشبكة التطهير السائل، ضمن مشروع بيئي بقيمة 800 ألف درهم، يجري تنفيذه في إطار شراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وتحت إشراف مباشر من المكتب الوطني للمطارات، ما يعكس حرص الجهات الوصية على احترام المعايير البيئية والتخطيط المستدام.
ويمثل تحديث مطار السمارة خطوة مفصلية في مسار التنمية المجالية للمنطقة، ويستجيب لمطلب ظل قائماً منذ سنوات لدى الساكنة والفاعلين الاقتصاديين، لكونه سيساهم في تسهيل تنقل الأفراد والبضائع، ويفتح آفاقاً واعدة أمام الاستثمار المحلي والتبادل التجاري، خصوصاً مع باقي مدن المملكة. كما أن إدماج المدينة ضمن شبكة الرحلات الجوية الداخلية من شأنه أن يعزز ربطها بباقي الأقاليم، ويقلص من العزلة الجغرافية التي عانت منها في السابق.
وفي الجانب السياحي، يُنتظر أن يشكل المطار بوابة جديدة نحو اكتشاف المؤهلات الثقافية والدينية التي تزخر بها المدينة، بما فيها الزوايا، والمواقع التاريخية، والمسارات الروحية، الأمر الذي قد ينعكس إيجاباً على القطاع السياحي الواعد في المنطقة، ويعزز من فرص التشغيل والدخل لدى الساكنة.
ومع تقدم وتيرة الأشغال الجارية، يسود ترقب واسع في المدينة بخصوص الإعلان عن أول رحلة جوية مدنية ستربط السمارة بباقي التراب الوطني، في حدث سيُنظر إليه باعتباره لحظة رمزية تنقل المدينة إلى مصاف المدن المتصلة جوياً ببنيتها الوطنية، وتمنحها نفساً جديداً في المشهد التنموي للأقاليم الجنوبية.
